الأنموذج الخطير في ما يرد من الإشكال على آية التطهير،

الإمام عبدالله بن الحسن (المتوفى: 1256 هـ)

[الدليل على خروج العلويين من دون أولاد فاطمة من أهل البيت]

صفحة 29 - الجزء 1

  وأخرج أبو سعد والمُلاَّ في سيرته عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله ÷: «سألت ربي أن لا يدخل أحداً من أهل بيتي النار فأعطاني ذلك».

  قلت: وهذا معنى العصمة لأنهم لا يحرمون على النار قطعاً إلاّ وهم معصومون.

  فإن قلت: كيف جعلت معنى هذا الحديث العصمة؟

  قلت: لأن إخباره ÷ بأنهم لا يدخلون النار إخبار بالعصمة وأنهم لايخرجون عن الحق مجاز من إطلاق السبب الذي هو عدم دخولهم النار على السبب الذي هو عدم ارتكاب المعاصي.

  فإن قلت: ما القرينة على هذا المجاز؟

  قلت: القرينة قطعية وهي آيات الوعيد⁣(⁣١).

  فإن قلت: هل قرينة أُخرى؟

  قلت: نعم وهي أنه جعل الحكم ذيلا لقوله: «إن فاطمة أحصنت فرجها» قرينة تنبه أيضاً على أنها لم تحرم على النار إلا لعصمتها فكذا ذريتها.

  وتنبه أيضاً على أن طهارة الماء موجبة لطهارة ما تفرع منه وإن كانت الطهارة الأولى من السفاح والثانية من المعاصي القباح فالمناسبة ظاهرة.

  فإن قلت: من أين دل على ما ذكرت من خروج العلويين عن العترة؟


(١) كون الآيات توجب العقاب لمرتكبي المعاصي