إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

إثبات نبوة النبي ÷

صفحة 51 - الجزء 1

  

  الحمد لله ذي الفضل والإحسان، المخوِّل من شاء من عباده سوابغ الأنعام، الذي هدانا لدينه، وأوضح سواء السبيل، بما نصب من أدلته الباهرة، وحجته القاهرة، {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال].

  ثم أرسل إلينا خير مولود، وأكرم مبعوث، رحمة للعالمين، [وهدى] للمتقين، {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ٧٠}⁣[يس]، فصلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.

  وإني لما رأيت غثاء الملحدة ورعاعها، مجتهدة لإدخال الشُّبَه في معجزات نبينا ÷ على أنفسنا، وعلى مَن قادته يد الشقاء، وسلكت به خبط العشواء، من جهال العوام وأوباشها، فهم عن الحق اليقين معرضون، وعن الصراط السوي ناكبون. قد استهواهم الشيطان، واستزلهم الطغيان {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ١٩}⁣[الحشر]. يظنون بجهلهم وعماهم أنهم قد فطنوا لما جهله العلماء، واستدركوا ما فات أهل الدين، وتنبهوا عما غبي عنه فضلاء المسلمين.

  كلا، بل هم صم عن الحق لا يسمعون، وبُكمٌ عند المحاج لا ينطقون، وعمي عن الرشاد لا يبصرون، {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤}⁣[المطففين].