[الباطنية]
[الباطنية]
  فإن أرذلهم طبقة، وأخسهم طريقة، وأقلهم شبهة، وأعتاهم على الله ø وعلى رسوله ÷، وأعداهم للمسلمين، وأحرصهم على التحيل لإطفاء نور الله المبين، {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٣٢}[التوبة]، من ينتسب منهم إلى الباطن، ويوهم أن وراء ما في أيدي المسلمين من حجج العقول والكتاب والسنة حقيقة عرفوها وحصلوها، وأنها ممنوعة أو مستورة إلا عمن بذل لهم العهود والمواثيق، فإذا كَشَفْتَها وجدتَ مخازي، تلوح عن صفحاتها أثر الاستهزاء بمن يأخذ عنهم ويلوذ بهم، يعدونهم حمرا مستنفرة. قد زينوا عندهم ارتكاب الفواحش، وأباحوا لهم قطوف المظالم، وأحلوا لهم شرب الخمور، وترك الصلوات، ومنع الزكوات، {قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاء السَّبِيلِ ٧٧}[المائدة].
  ينفون الصانع، وينكرون النبوات أجمع، ويجحدون الشرائع. فيقولون: لايقال في الله تعالى: موجود، ولا لا موجود.
  لايعلمون لجهلهم، وفرط غباوتهم، أن نفي النفي يقتضي الإثبات عند أهل اللسان.