الكلام في بيان أن القرءان يجب أن يكون معجزا إذا تعذرت معارضته
الكلام في بيان أن القرءان يجب أن يكون معجزا إذا تعذرت معارضته
  فإن قيل: فلِمَ قلتم: إن تعذر المعارضة إذا ثبت يكون القرءان معجزا؟!
  قيل له: لأنه قد ثبت أن المعجز هو ما يظهر على بعض الناس، مما يتعذر الاتيان بمثله على جميع البشر، لحسنه أو لصفة تخصه، فإذا ثبت ذلك، ثبت أن الاتيان بمثل القرءان قد تعذر على جميع البشر، وثبت أنه معجز، وأنه جارٍ مجرى إحياء الموتى، وفلق البحر، وقلب العصا حية، والمشي على الماء.
  فإن قيل: ولم ادعيتم تعذره على جميع البشر، وإنما بيَّنتم حال العرب، وتعذره عليهم؟!
  قيل له: قد علمنا أن البشر أجمع ثلاث طبقات:
  أحدها: عوام الفرس والهند والروم والزنج، ومن جرى مجراهم من سائر الأمم، الذين لا علم لهم بشيء من لغات العرب بتة، ولا سبيل لهم إلى نظم سطر واحد منها على وجه من الوجوه.
  والثانية: هم الذين تعلموا اللغة وتكلفوا معرفتها، وهم طبقات:
  فمنهم: من لم يتعلق منها إلا باليسير الذي لا تأثير له.