ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد
ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد
  اعلم أن الفصول التي ذكرناها في هذا الباب، مِن العلماء مَن ذكر كثيراً منها على سبيل الاستدلال على صحة نبوته ÷، وإن كان الأوضح أن ذكرها على سبيل التأكيد والإيضاح، لما تقدم من الأدلة والبراهين أولا.
  وإن كان ما ذهب إليه أولئك العلماء - رحمهم الله - ليس ببعيد.
  فمن ذلك: ما اختص به ÷ من الأحوال التي اجتمعت فيه على وجه لم يصح أنه اجتمع في أحد، على ما نقل وذكر، كالحكم الذي رسخ فيه ÷، فإنه من مولده إلى مبعثه، وإلى أن اختار الله ø ل هـ دار كرامته، مع اختلاف الأحوال عليه، وتقلب الأمور لديه، ومباشرته ما باشره، من دعاء أعدائه إلى الدين مع غلظتهم عليه، وإظهارهم الجفاء ل هـ من كل وجه أمكنهم، ووجدوا السبيل إليه، لم يقع منه ما ينسب إلى الحدة، أو يُعدّ من الخفة، أو يجري مجرى النزق والطيش.
  ومن تتبع أخباره صلى الله عليه وعلى وآله وأحواله، عرف ذلك وتحقَّقَه.
  هذا مع أن أحدا ممن ادعا الحلم، وانتسب إليه، لم يخل في كثير من الأوقات مما يجري مجرى الحدة والنزق. كأحنف بن قيس، ومعاوية