إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في أن معارضة القرءان لم تقع

صفحة 97 - الجزء 1

  وجملة الكلام في هذا أنها تنقسم قسمين:

  إما أن تكون كلاما مسترذلا لا ينحط عن كلام المتوسطين في العربية، من أهل هذا العصر والأعصار التي كانت قبله. فكيف أن تبلغ مرتبة كلام فصحائهم، [و] ما جرى هذا المجرى. لا يخيل على أحد أنه ليس يجوز أن يظن به أنه معارِض للقرءان، كما لا يجوز أن يظن أن أشعار الحبر الوردي تصلح أن تكون معارضة لأشعار امرئ القيس، والنابغة، أو الأعشى، أو يكون المورد له أخذ ألفاظ القرءان فقدَّم منها البعض، وأخَّر البعض، وزاد فيها ونقص منها. ومثل هذا لا يعد معارضة، لأنه لو عُدَّ معارضة لكان لا يتعذر على المفحَم إذا عرف وزن الشعر أن يعارض ديوان امرئ القيس، وسائر الشعراء الفحول من القدماء والمحدثين - على ما نبينه من بعد - ونحن نذكر تلك الفصول ونبين صحة ما قلناه.