الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث التاسع والثلاثون] في ذكر الموت واختلاف الموتى وذكر عذاب القبر وثوابه وما يتصل بذلك

صفحة 414 - الجزء 2

  وقت معلوم، وإنا نسأله الشكر على ما أعطى، والصبر إذا ابتلى، فكان ابنك من مواهب اللّه ø الهنية وعواريه المستودعة متعك به في غبطة سرور، وقبضه منك بأجر كثير، الصلاة والرحمة والهدى، والصبر ولا يحبطها جزعك فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا، وما هو نازل فكأن قده والسلام».

  ٢٩٤٥ - وبه: قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن القاسم بن سوار البزار، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال: حدّثنا حسين بن علي بن يزيد الصداي، قال:

  حدّثنا الوليد بن القاسم، قال: حدّثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: أتى النبي ÷ قبر أمه فبكى وبكى من حوله، فقال: إني استأذنت ربي ø أن أستغفر لها، فلم يأذن لي، واستأذنت أن آتي قبرها فأذن لي⁣(⁣١).

  ٢٩٤٦ - وبه: قال: أخبرنا إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال: حدّثنا هارون بن معروف، قال: حدّثنا ابن وهب، قال: أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هاني عن مسروق بن الأجدع عن عبد اللّه بن مسعود: أن رسول اللّه ÷ خرج يوما وخرجنا معه حتى انتهى إلى المقابر، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلا، ثم ارتفع نحيب رسول اللّه ÷ باكيا فبكينا لبكاء رسول اللّه ÷، ثم إن النبي ÷ أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال: ما الذي أبكاك يا نبي اللّه؟ فقد أبكانا وأفزعنا؟ فأخذ بيد عمر ثم أقبل عليه وأتيناه، فقال:

  أفزعكم بكائي؟ قلنا: نعم يا رسول اللّه، قال: إن القبر الذي رأيتموه أناجي قبر آمنة بنت وهب، وإني استأذنت ربي ø في الاستغفار لها فلم يأذن لي، ونزل علي: {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى}⁣[التوبة: ١١٣] {وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ}⁣[التوبة: ١١٤] فأخذني ما أخذ الولد للوالد من الرقة، فذاك الذي أبكاني.

  ٢٩٤٧ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم الأزجي، قال: حدّثنا أبو بكر المفيد بجرجرايا، قال: حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح التميمي، قال:

  حدّثنا أحمد بن الحسن بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي الحسن بن إبراهيم عن أبيه عن جده إبراهيم بن حسن بن حسن عن أمه فاطمة بنت حسين عن أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب $


(١) الصحيح في أبوي الرسول ÷ ما أخبر به الصادق المصدوق ÷ بأنهم ليسوا من أهل النجاة وإن كان من الأولى لنا أن نمسك عن هذه المسألة احتراما لسيدنا رسول اللّه ÷.