الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

القسم الأول المساواة

صفحة 143 - الجزء 1

  يظهران غالبا في أعناقها، ويتبيّن أمرها من هواديها وصدورها، وسائر أجزائها تستند إليها في الحركة، وتتبعها في الثقل والخفّة.

القسم الأول المساواة

  كقوله تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}⁣[فاطر: الآية ٤٣] وقوله: {وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}⁣[الأنعام: الآية ٦٨]، وقول النابغة الذبياني:

  فإنك كاللّيل الذي هو مدركي ... وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع⁣(⁣١)

القسم الثاني الإيجاز

  وهو ضربان:

  أحدهما: إيجاز القصر، وهو ما ليس بحذف، كقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ}⁣[البقرة: الآية ١٧٩] فإنه لا حذف فيه، مع أن معناه كثير، يزيد على لفظه؛ لأن المراد به: أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل قتل كان ذلك داعيا له قويّا إلى أن لا يقدم على القتل. فارتفع بالقتل - الذي هو قصاص - كثير من قتل الناس بعضهم لبعض، فكان في ارتفاع القتل حياة لهم.

  وفضله على ما كان عندهم أوجز كلام في هذا المعنى - وهو قولهم: «القتل أنفى للقتل» من وجوه

  أحدها: أن عدّة حروف ما يناظره منه - وهو «في القصاص حياة» - عشرة في التلفّظ، وعدّة حروفه أربعة عشر.

  وثانيها: ما فيه من التصريح بالمطلوب الذي هو الحياة بالنصّ عليها. فيكون أزجر عن القتل بغير حق، لكونه أدعى إلى الاقتصاص.

  وثالثها: ما يفيد تنكير «حياة» من التعظيم، أو النوعيّة، كما سبق.


(١) البيت من الطويل، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣٨، ولسان العرب (طور)، (نأى)، وكتاب العين ٨/ ٣٩٣، وتاج العروس (نأى)، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٥/ ٣٧٨، ومجمل اللغة ٤/ ٣٦٨.