الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

تقسيم السكاكي للبلاغة

صفحة 259 - الجزء 1

  وقول أبي تمّام:

  ما إن ترى الأحساب بيضا وضّحا ... إلّا بحيث ترى المنايا سودا⁣(⁣١)

  وقوله أيضا في الشيب:

  له منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنه في القلب أسود أسفع⁣(⁣٢)

  وقوله:

  وتنظّري خبب الركاب ينصّها ... محيي القريض إلى مميت المال⁣(⁣٣)

  ودخل في المطابقة ما يخص المقابلة، وهو: أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو معان متوافقة، ثم بما يقابلهما أو يقابلها على الترتيب، والمراد بالتوافق خلاف التقابل.

  وقد تتركب المقابلة من طباق وملحق به.

  مثال مقابلة اثنين باثنين قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً}⁣[التّوبة: الآية ٨٢]، وقول النبي #: «إن الرّفق لا يكون في شيء إلّا زانه، ولا ينزع من شيء إلّا شانه»⁣(⁣٤)، وقول الذبياني: [البيت للنابغة الجعدي]

  فتى تمّ فيه ما يسرّ صديقه ... على أن فيه ما يسوء الأعاديا⁣(⁣٥)

  وقول الآخر:

  فوا عجبا! كيف اتفقنا؟! فناصح ... وفيّ، ومطويّ على الغلّ غادر⁣(⁣٦)

  فإنّ الغلّ ضدّ النّصح، والغدر ضد الوفاء.

  ومثال مقابلة ثلاثة بثلاثة قول أبي دلامة: [زند بن الجوف]

  ما أحسن الدّين والدّنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل!⁣(⁣٧)


(١) البيت من الوافر، وهو في المثل السائر ص ٢٧٧.

(٢) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٣) البيت من الكامل، وهو في مفتاح العلوم ص ١٧٩، ودلائل الإعجاز ص ٧٤.

(٤) أخرجه مسلم في البر حديث ٧٨، وأحمد في المسند ٦/ ١٢٥.

(٥) البيت من الطويل، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٥١، وللنابغة الجعدي في كتاب الصناعتين ص ٣٣٨.

(٦) البيت لم أجده.

(٧) البيت من الطويل، وهو في تحرير التحبير ص ١٨١.