الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 307 - الجزء 1

  محبك حيثما اتّجهت ركابي ... وضيفك حيث كنت من البلاد

  وإن كان المأخوذ المعنى وحده سمّي إلماما وسلخا، وهو ثلاثة أقسام كذلك: أولها: كقول البحتري:

  تصدّ حياء أن تراك بأوجه ... أتى الذّنب عاصيها، فليم مطيعها⁣(⁣١)

  وقول أبي الطيب:

  وجرم جرّه سفهاء قوم ... وحلّ بغير جارمه العذاب⁣(⁣٢)

  فإن بيت أبي الطيب أحسن سبكا، وكأنه اقتبسه من قوله تعالى: {أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا}⁣[الأعراف: الآية ١٥٥].

  وكقول الآخر:

  ولست بنظّار إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر⁣(⁣٣)

  وقول أبي تمام بعده:

  يصدّ عن الدنيا إذا عنّ سودد ... ولو برزت في زيّ عذراء ناهد⁣(⁣٤)

  فبيت أبي تمام أخصر وأبلغ؛ لأن قوله: «ولو برزت في زي عذراء ناهد» زيادة حسنة.

  وكقول أبي تمام:

  هو الصّنع؛ إن يجعل فخير، وإن يرث ... فللرّيث في بعض المواضع أنفع⁣(⁣٥)

  وقول أبي الطيب:

  ومن الخير بطء سيبك عنّي ... أسرع السحب في المسير الجهام⁣(⁣٦)

  فبيت أبي الطيب أبلغ؛ لاشتماله على زيادة بيان.

  وثانيها: كقول بعض الأعراب:


(١) البيت من الطويل، وهو في ديوان البحتري ٢/ ١٣٠١.

(٢) البيت من الوافر، وهو في ديوان المتنبي ٢/ ١٣٦.

(٣) البيت من الطويل، وهو لأبي سعيد المخزومي في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ١/ ٧٢، ولأبي علي الحسن في شرح عقود الجمان ١/ ٢١٨.

(٤) البيت من الطويل، وهو في ديوان أبي تمام ١/ ٣١٧.

(٥) البيت من الطويل، وهو في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ١/ ١٢٣.

(٦) البيت من الخفيف، وهو في ديوان المتنبي ١/ ٢١٠.