الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  وريحها أطيب من طيبها ... والطّيب فيه المسك والعنبر(١)
  وقول بشار:
  وإذا أدنيت منها بصلا ... غلب المسك على ريح البصل(٢)
  وقول أشجع:
  وعلى عدوّك يا بن عمّ محمّد ... رصدان: ضوء الصبح، والإظلام(٣)
  فإذا تنبّه، رعته، وإذا هدا ... سلّت عليه سيوفك الأحلام
  وقول أبي الطيب:
  يرى في النوم رمحك في كلاه ... ويخشى أن يراه في السّهاد(٤)
  فقصّر بذكر السّهاد؛ لأنه أراد اليقظة، ليطابق بها النوم، فأخطأ؛ إذ ليس كل يقظة سهادا، وإنما السهاد امتناع الكرى في الليل. وأما المستيقظ بالنهار فلا يسمّى ساهدا.
  وكقول البحتري:
  وإذا تألّق في النّديّ كلامه ال ... مصقول خلت لسانه من عضبه(٥)
  وقول أبي الطيب:
  كأن ألسنهم في النّطق قد جعلت ... على رماحهم في الطّعن خرصانا(٦)
  فإن أبا الطيب فاته ما أفاده من البحتري بلفظي «تألّق» و «المصقول» من الاستعارة التخييلية.
  وكقول الخنساء:
  وما بلغ المهدون للناس مدحة ... وإن أطنبوا إلّا وما فيك أفضل(٧)
  وقول أشجع: [السلمي]
(١) البيت من السريع، وهو في كتاب الصناعتين ص ٣٥٠.
(٢) البيت من الرمل، وهو في ديوان بشار ص ١٩٢ (طبعة دار الثقافة).
(٣) البيتان من السريع، وهما في البيان والتبيين ٢/ ١٨٣.
(٤) البيت من الوافر، وهو في ديوان المتنبي ١/ ١٣٢.
(٥) البيت من الكامل، وهو في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ١/ ١٢٣.
(٦) البيت من البسيط، وهو في ديوان المتنبي ١/ ٢٢٨.
(٧) البيت من الطويل، وهو في ديوان الخنساء ص ١٠٧، وكتاب الصناعتين ص ٢٠٨.