الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 308 - الجزء 1

  وريحها أطيب من طيبها ... والطّيب فيه المسك والعنبر⁣(⁣١)

  وقول بشار:

  وإذا أدنيت منها بصلا ... غلب المسك على ريح البصل⁣(⁣٢)

  وقول أشجع:

  وعلى عدوّك يا بن عمّ محمّد ... رصدان: ضوء الصبح، والإظلام⁣(⁣٣)

  فإذا تنبّه، رعته، وإذا هدا ... سلّت عليه سيوفك الأحلام

  وقول أبي الطيب:

  يرى في النوم رمحك في كلاه ... ويخشى أن يراه في السّهاد⁣(⁣٤)

  فقصّر بذكر السّهاد؛ لأنه أراد اليقظة، ليطابق بها النوم، فأخطأ؛ إذ ليس كل يقظة سهادا، وإنما السهاد امتناع الكرى في الليل. وأما المستيقظ بالنهار فلا يسمّى ساهدا.

  وكقول البحتري:

  وإذا تألّق في النّديّ كلامه ال ... مصقول خلت لسانه من عضبه⁣(⁣٥)

  وقول أبي الطيب:

  كأن ألسنهم في النّطق قد جعلت ... على رماحهم في الطّعن خرصانا⁣(⁣٦)

  فإن أبا الطيب فاته ما أفاده من البحتري بلفظي «تألّق» و «المصقول» من الاستعارة التخييلية.

  وكقول الخنساء:

  وما بلغ المهدون للناس مدحة ... وإن أطنبوا إلّا وما فيك أفضل⁣(⁣٧)

  وقول أشجع: [السلمي]


(١) البيت من السريع، وهو في كتاب الصناعتين ص ٣٥٠.

(٢) البيت من الرمل، وهو في ديوان بشار ص ١٩٢ (طبعة دار الثقافة).

(٣) البيتان من السريع، وهما في البيان والتبيين ٢/ ١٨٣.

(٤) البيت من الوافر، وهو في ديوان المتنبي ١/ ١٣٢.

(٥) البيت من الكامل، وهو في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ١/ ١٢٣.

(٦) البيت من البسيط، وهو في ديوان المتنبي ١/ ٢٢٨.

(٧) البيت من الطويل، وهو في ديوان الخنساء ص ١٠٧، وكتاب الصناعتين ص ٢٠٨.