الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  روي أنه قاتل الجبّارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخل السبت؛ فلا يحلّ له قتالهم؛ فدعا الله، فردّ له الشمس حتى فرغ من قتالهم.
  والثاني: كقول الحريري: «وإني والله لطالما تلقّيت الشّتاء بكافاته وأعددت له الأهب قبل موافاته» أشار إلى قول ابن سكّرة: [محمد بن عبد الله الهاشمي]
  جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا(١)
  كنّ، وكيس، وكانون، وكأس طلا ... بعد الكباب، وكسّ ناعم، وكسا
  وقوله أيضا: «بتّ بليلة نابغيّة» أومأ به إلى قول النابغة:
  فبتّ كأني ساورتني ضئيلة ... من الرّقش في أنيابها السّمّ ناقع(٢)
  وقول غيره:
  لعمرو مع الرّمضاء والنار تلتظي ... أرقّ وأحفى منك في ساعة الكرب(٣)
  أشار إلى البيت المشهور:
  المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرّمضاء بالنار(٤)
  ومن التلميح ضرب يشبه اللّغز، كما روي أن تميميا قال لشريك النميري: «ما في الجوارح أحبّ من البازي» فقال: «إذا كان يصيد القطا». أشار التميميّ إلى قول جرير:
  أنا البازي المطلّ على نمير ... أتيح من السماء لها انصبابا(٥)
  وأشار شريك إلى قول الطرماح:
  تميم بطرق اللّؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت طرق المكارم ضلّت(٦)
(١) البيتان لم أجدهما في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(٢) البيت من الطويل، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣٣.
(٣) البيت من الطويل، وهو لأبي تمام في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ١/ ١٢٨.
(٤) البيت من البسيط، وهو لابن دريد في تاج العروس (دعص)، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في لسان العرب (دعص)، وجمهرة اللغة ص ٦٥٣.
(٥) البيت من الوافر، وهو في ديوان جرير ص ٧٢.
(٦) البيت من الطويل، وهو في ديوان الطرماح بن حكيم ص ٣٦.