الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 320 - الجزء 1

  إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدّق ما يعتاده من توهّم⁣(⁣١)

  وكقول صاحب «الوشي المرقوم، في حلّ المنظوم»⁣(⁣٢) يصف قلم كاتب: «فلا تحظى به دولة إلا فخرت على الدّول، وغنيت به عن الخيل والخول، وقالت: أعلى الممالك ما يبنى على الأقلام لا على الأسل» حلّ قول أبي الطيب أيضا:

  أعلى الممالك ما يبنى على الأسل⁣(⁣٣)

  وكقول بعض كتاب العصر في وصف السيف: «أورثه عشق الرّقاب نحولا؛ فبكى والدّمع مطر تزيد به الخدود محولا» حلّ قول أبي الطيب أيضا:

  في الخدّ إن عزم الخليط رحيلا ... مطر تزيد به الخدود محولا⁣(⁣٤)

  وأما التلميح فهو: أن يشار إلى قصة أو شعر من غير ذكره.

  فالأول: كقول ابن المعتز:

  أترى الجيرة الذين تداعوا ... عند سير الحبيب وقت الزّوال⁣(⁣٥)

  علموا أنني مقيم وقلبي ... راحل فيهم أمام الجمال

  مثل صاع العزيز في أرحل القو ... م ولا يعلمون ما في الرّحال

  وقول أبي تمام:

  لحقنا بأخراهم وقد حوّم الهوى ... قلوبا عهدنا طيرها وهي وقّع⁣(⁣٦)

  فردّت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلع

  نضا ضوؤها صبغ الدّجنّة وانطوى ... لبهجتها ثوب السماء المجزّع

  فو الله ما أدري: أأحلام نائم ... ألمّت بنا، أم كان في الرّكب يوشع

  أشار إلى قصة يوشع بن نون، فتى موسى @، واستيقافه الشمس فإنه


(١) البيت من الطويل، وهو في ديوان المتنبي ٢/ ٢٢٢.

(٢) صاحب «الوشي المرقوم في حل المنظوم»: هو ضياء الدين نصر الله بن محمد بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري، المتوفى سنة ٦٣٧ هـ. (كشف الظنون ٢/ ٢٠١٢).

(٣) البيت بتمامه:

أعلى الممالك ما يبنى على الأسل ... والطعن عند محبيهن كالقبل

وهو من البسيط، انظر ديوان المتنبي ٢/ ٢٢.

(٤) البيت من الوافر، وهو في ديوان المتنبي ١/ ١٨٩. (٥) الأبيات من الخفيف، وهي في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩٢.

(٦) الأبيات لأبي تمام، في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ٢/ ٥٢٠.