مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 198 - الجزء 1

  قال: يا أبا جعفر أي نساء الجنة تزنّي؟ أفاطمة بنت رسول الله ÷؟ أم فاطمة بنت الحسين؟ أم خديجة بنت خويلد⁣(⁣١)؟.

  قال: فضربه ثم شخص به.

  قال أبو زيد: وحدثني محمد بن أبي حرب أنه قال له:

  أليس ابنتك تحت ابن عبد الله؟.

  قال: بلى ولا عهد لي به إلّا بمنى في سنة كذا وكذا.

  قال: فهل رأيت ابنتك تمتشط وتختضب؟

  قال: نعم. قال: فهي إذن فاعلة؟.

  قال: مه يا أمير المؤمنين، أتقول هذا لابنة عمّك؟.

  قال: يا ابن اللخناء. قال: أي أمهاتي تلخن؟ قال: يا ابن الفاعلة. ثم ضرب وجهه⁣(⁣٢).

  أخبرني عمر بن عبد الله قال حدّثنا أبو بكر - يريد عمر بن شبّة⁣(⁣٣) -، قال: حدّثنا ابن عائشة، قال:

  أراد أبو جعفر أن يغيظ عبد الله بن الحسن، فضرب العثماني، وجعل بعيره أمام بعير عبد الله، فكان إذا رأى ظهره وأثر السياط فيه يجزع.

  أخبرني عمر قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني موسى بن سعيد، عن أبيه، قال: لما ضرب محمد العثماني لصق رداؤه بظهره فجف، فأرادوا أن يخلصوه، فصاح عبد الله بن الحسن: لا، ثم دعا بزيت فأمر به فطلى به الرداء، ثم سلّوه سلا⁣(⁣٤).

  أخبرنا عمر، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عيسى، قال: حدثني سليمان بن داود بن الحسن، قال:

  ما رأيت عبد الله جزع من شيء إلّا يوما واحدا فإن بعير⁣(⁣٥) محمد بن عبد الله


(١) الأغاني ١٨/ ٢٠٧.

(٢) الطبري ٩/ ١٩٥ وابن الأثير ٥/ ٢١١.

(٣) في الخطية «قال حدثنا أبو زيد».

(٤) الطبري ٩/ ٢٠٠.

(٥) كذا في الطبري، وفي النسخ «فإنه تغير محمد بن عبد الله».