مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 200 - الجزء 1

  قال: انطلق فأتني بأخويك.

  قال: تبعثني إلى رياح فيضع عليّ العيون والرّصد، فلا أسلك طريقا إلّا اتبعني له رسول، ويعلم ذلك أخواي⁣(⁣١) فيهربان مني. فكتب إلى رياح لا سلطان لك على موسى. وأرسل معي حرسا أمرهم أن يكتبوا إليه بخبري⁣(⁣٢).

  قال أبو زيد: وحدثني عمر بن شبّة، قال: حدثني محمد بن اسماعيل، قال: حدثني موسى، قال:

  أرسل أبي إلى أبي جعفر: إني كاتب إلى محمد، وإبراهيم، فأرسل موسى عسى أن يلقاهما⁣(⁣٣)، وكتب إليهما أن يأتياه، وقال لي أبلغهما عني فلا يأتيا أبدا، وإنما أراد أن يفلتني من يده، وكان أرقّ الناس عليّ، وكنت أصغر ولد هند، وأرسل إليهما:

  يا بني، أمية إني عنكما غان ... وما الغنى غير أني مرعش فان

  يا بني أمية إلّا ترحما كبري⁣(⁣٤) ... فإنما أنتما والثكل مثلان⁣(⁣٥)

  * * *

  أخبرني عمر، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عبد الله بن راشد بن بريد، قال: سمعت الجراح بن عمر، وغيره، يقولون:

  لما قدم بعبد الله بن الحسن وأهله مقيدين، وأشرف بهم على النجف، قال لأصحابه: أما ترون في هذه القرية من يمنعنا من هذا الطاغية؟ قال: فلقيه ابنا أخي الحسن، وعلي مشتملين على سيفين، فقالا له: قد جئناك يابن رسول الله، فمرنا بالذي تريد. فقال: قد قضيتما ما عليكما ولن تغنيا⁣(⁣٦) في هؤلاء شيئا فانصرفا⁣(⁣٧).


(١) في النسخ «إخواني».

(٢) في الطبري ٩/ ١٩٦ بعد ذلك «قال فقدمت المدينة فنزلت دار ابن هشام بالبلاط فأقمت بها أشهرا، فكتب إليه رياح أن موسى مقيم بمنزله يتربص بأمير المؤمنين الدوائر، فكتب إليه: إذا قرأت كتابي هذا فأحدره إليّ، فحدرني».

(٣) في النسخ «تلقاهما».

(٤) كذا في الخطية والطبري، وفي ط وق «إن لا تدعما كبري».

(٥) الطبري ٩/ ١٩٦.

(٦) في النسخ: «قد قضيتما ما عليكما وإن بغينا في هؤلاء» والتصويب من الطبري.

(٧) الطبري ٩/ ١٩٧ وابن الأثير ٥/ ٢١٢.