أيام أبي جعفر المنصور
  فاحتملته وأدبرت تمخض بذنبها، حتى غاب عن عين أبيه، فأقبل على محمد وقال له: قد عرضت أخاك للهلكة. فمكث هويا ثم أقبل مشتملا بإزاره حتى وقف عليهما. فقال له محمد: كيف رأيت؟ زعمت أنك رادها وحابسها. قال: فألقى ذنبها وقد انقطع في يده. فقال: ما أعذر من جاء بهذا.
  * * *
  حدّثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا أبو نعيم عن مطهر بن الحرث، قال:
  أقبلنا مع إبراهيم بن عبد الله من مكة نريد البصرة، فلما كنا على ليلة منها تقدم إبراهيم وتخلفنا عنه ثم دخلنا من غد.
  قال أبو نعيم: فقلت لمطهر(١): أمرّ إبراهيم بالكوفة [ولقيته؟](٢) قال: لا، والله ما دخلها [قط](٣) ولقد غاب(٤) بالموصل، ثم الأنبار، ثم بغداد، والمدائن، والنيل، وواسط.
  * * *
  حدّثنا يحيى بن علي بن يحيى، قال: حدّثنا أبو زيد، قال: حدّثني بكر بن كثير، قال:
  استخفى إبراهيم بن عبد الله عند إبراهيم بن درست بن رباط الفقمي، وعند أبي مروان مولى يزيد بن عمر بن هبيرة، ومعاذ بن عون الله.
  * * *
  حدّثنا يحيى بن علي بن يحيى، قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو زيد، قال: حدّثني الفضل بن عبد الرحمن بن سليمان بن علي، قال:
  قال أبو جعفر: غمض عليّ أمر إبراهيم لمّا اشتملت عليه طفوف(٥) البصرة.
(١) الخبر في الطبري ٩/ ٢٤٤، وفي النسخ «فقلت لمظهر».
(٢) الزيادة من الطبري.
(٣) في الطبري «ولقد كان».
(٤) الطفوف: جمع طف وهو ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق والجانب والشاطئ كالطفطاف.