مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 328 - الجزء 1

  أخبرنا عمر ويحيى، قالا: حدثنا أبو زيد، قال: حدثنا القاسم بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر، قال:

  كنت عند سفيان الثوري أيام إبراهيم فجعل يقول: وا عجبا لأقوام يريدون الخروج لمن يخرج، وقد خرج قوم لم يكونوا يرون الخروج.

  قال: وخرج مع إبراهيم من أصحاب سفيان مؤمل، وحنبص.

  ومؤمل هذا يقال له: مؤمل بن إسماعيل.

  حدثنا عمر ويحيى، قالا: حدثنا أبو زيد، قال:

  سألت أبا نعيم عن حنبص هذا فقال: كان خليلا من أصحاب سفيان، وفيه يقول الشاعر:

  يا ليت قومي كلهم حنابصا⁣(⁣١)

  قال أبو زيد: وحدثني إبراهيم بن سلم، قال: حدثني ابن هراسة، قال:

  قتل مع إبراهيم بن عبد الله صاحبان كانا لسفيان الثوري، كانا من خاصته.

  أخبرنا عمر ويحيى، قالا: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم قال:

  خرج مع إبراهيم داود بن المبارك الهمداني عمّ أبي حييّ فقتل في المعركة.

  * * *

  أخبرنا عمر، ويحيى، قالا: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني خلّاد الأرقط، قال: حدثني عمر بن النضر، قال:

  قتل إبراهيم وأنا بالكوفة، فأتيت الأعمش بعد قتله، فقال: أهاهنا أحد تنكرونه؟ قلنا لا: قال: فإن كان ها هنا أحد تنكرونه فأخرجوه إلى نار الله، ثم قال: أما والله لو أصبح أهل الكوفة على مثل ما أرى لسرنا حتى نتنزل بعقوته - يعني أبا جعفر - فإذا قال لي: ما جاء بك يا أعمش؟ قلت: جئت لأبيد


(١) في لسان العرب «قال الفراء: الحنبصة الروغان في الحرب».