مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

3 - علي بن أبي طالب

صفحة 50 - الجزء 1

  ونحن خلعنا ملكه عن نظامه ... بضربة سيف إذ علا وتجبرا

  ونحن كرام في الصباح أعزة ... إذا المرء بالموت ارتدى وتأزرا⁣(⁣١)

  قال أبو مخنف. فحدّثني بعض أصحابنا، عن صالح بن ميثم، عن أخيه عمران قال: لقد رأيت الناس حين انصرفوا من صلاة الصبح أتوا بابن ملجم لعنه الله ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع وهم يقولون له: يا عدو الله، ما ذا فعلت؟ أهلكت أمة محمد ÷، وقتلت خير الناس. وإنه لصامت ما ينطق.

  قال أبو مخنف: وحدّثني معروف بن خربوذ⁣(⁣٢) عن أبي الطفيل أن صعصعة بن صوحان استأذن على أمير المؤمنين علي وقد أتاه عائدا، فلم يكن له عليه إذن، فقال صعصعة للآذن: قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا، فو الله لقد كان الله في صدرك عظيما، ولقد كنت بذات الله عليما، فأبلغه الآذن مقالة صعصعة، فقال له علي: قل له وأنت يرحمك الله، فلقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة⁣(⁣٣).

  قال: وقال رجل يذكر أمر قطام وابن ملجم لعنهما الله وقال محمد بن [الحسين الأشناني]⁣(⁣٤) في حديثه عن المسروقي وهو ابن أبي مياس [الفزاري]:

  فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة ... كمهر قطام من فصيح وأعجم⁣(⁣٥)

  ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وضرب علي بالحسام المصمم

  ولا مهر أغلى من علي وإن علا ... ولا فتك إلّا دون فتك ابن ملجم

  وأنشدنا حبيب بن نصر المهلبيّ، قال: أنشدنا الرياشي أحسبه عن أبي


(١) في المؤتلف والمختلف «إذا ما الموت بالموت إلخ. وأنشد له قبله:

وعادتنا قتل الملوك وعزنا ... صدور القنا إذا لبسنا السنورا

(٢) في الخطية «ابن جرير» وهو تحريف راجع ميزان الاعتدال ٣/ ١٨٤ وخلاصة تذهيب الكمال ٣٢٧.

(٣) ابن أبي الحديد ٢/ ٤٤.

(٤) في ط وق «محمد بن الحسن» في حديثه.

(٥) الطبري ٦/ ٨٧ وابن الأثير ٣/ ١٧١ وابن أبي الحديد ٢/ ٤٦ والبداية والنهاية والاستيعاب ٢/ ٢٨٥، ونسبت للفرزدق في شرح شافية أبي فراس ص ١٠١ وتاريخ الخلفاء ص ١١٨.