3 - علي بن أبي طالب
  ونحن خلعنا ملكه عن نظامه ... بضربة سيف إذ علا وتجبرا
  ونحن كرام في الصباح أعزة ... إذا المرء بالموت ارتدى وتأزرا(١)
  قال أبو مخنف. فحدّثني بعض أصحابنا، عن صالح بن ميثم، عن أخيه عمران قال: لقد رأيت الناس حين انصرفوا من صلاة الصبح أتوا بابن ملجم لعنه الله ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع وهم يقولون له: يا عدو الله، ما ذا فعلت؟ أهلكت أمة محمد ÷، وقتلت خير الناس. وإنه لصامت ما ينطق.
  قال أبو مخنف: وحدّثني معروف بن خربوذ(٢) عن أبي الطفيل أن صعصعة بن صوحان استأذن على أمير المؤمنين علي وقد أتاه عائدا، فلم يكن له عليه إذن، فقال صعصعة للآذن: قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا، فو الله لقد كان الله في صدرك عظيما، ولقد كنت بذات الله عليما، فأبلغه الآذن مقالة صعصعة، فقال له علي: قل له وأنت يرحمك الله، فلقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة(٣).
  قال: وقال رجل يذكر أمر قطام وابن ملجم لعنهما الله وقال محمد بن [الحسين الأشناني](٤) في حديثه عن المسروقي وهو ابن أبي مياس [الفزاري]:
  فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة ... كمهر قطام من فصيح وأعجم(٥)
  ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وضرب علي بالحسام المصمم
  ولا مهر أغلى من علي وإن علا ... ولا فتك إلّا دون فتك ابن ملجم
  وأنشدنا حبيب بن نصر المهلبيّ، قال: أنشدنا الرياشي أحسبه عن أبي
(١) في المؤتلف والمختلف «إذا ما الموت بالموت إلخ. وأنشد له قبله:
وعادتنا قتل الملوك وعزنا ... صدور القنا إذا لبسنا السنورا
(٢) في الخطية «ابن جرير» وهو تحريف راجع ميزان الاعتدال ٣/ ١٨٤ وخلاصة تذهيب الكمال ٣٢٧.
(٣) ابن أبي الحديد ٢/ ٤٤.
(٤) في ط وق «محمد بن الحسن» في حديثه.
(٥) الطبري ٦/ ٨٧ وابن الأثير ٣/ ١٧١ وابن أبي الحديد ٢/ ٤٦ والبداية والنهاية والاستيعاب ٢/ ٢٨٥، ونسبت للفرزدق في شرح شافية أبي فراس ص ١٠١ وتاريخ الخلفاء ص ١١٨.