مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

3 - علي بن أبي طالب

صفحة 51 - الجزء 1

  عبيدة⁣(⁣١) لعمران بن حطان - لعنه الله - يمدح ابن ملجم لعنه الله وغضب عليهما بقتل أمير المؤمنين #:

  يا ضربة من كمي ما أراد بها ... إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

  أني لأفكر فيه ثم أحسبه ... أو في البرية عند الله ميزانا⁣(⁣٢)

  كذب. لعنهما الله وعذبهما.

  حدّثني أحمد بن عيسى، قال: حدّثني الحسن بن نصر⁣(⁣٣)، قال: حدّثنا زيد بن المعذل، عن يحيى بن شعيب، عن أبي مخنف، قال: حدّثني عطية بن الحرث، عن عمر بن تميم وعمرو بن أبي بكار أن عليا لما ضرب جمع له أطباء الكوفة فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هانئ السكوني، وكان متطبّبا صاحب كرسي يعالج الجراحات، وكان من الأربعين غلاما الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم، وإن أثيرا لما نظر إلى جرح أمير المؤمنين # دعا برئة شاة حارة واستخرج عرقا منها، فأدخله في الجرح ثم استخرجه فإذا عليه بياض الدماغ فقال له: يا أمير المؤمنين إعهد عهدك فإن عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك. فدعا علي عند ذلك بصحيفة ودواة وكتب وصيته⁣(⁣٤).

  * * *

  

  هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلوات الله وبركاته عليه. {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}⁣(⁣٥).


(١) كذا في الخطية وفي ط «أحسب» وفي ق «أحست عن عبيدة».

(٢) البداية والنهاية ٧/ ٣٢٨.

(٣) في الخطية «الحسين» وفيها ... «وعمرو بن أبي بكار».

(٤) نقلها ابن أبي الحديد ٢/ ٤٤ وهي في الطبري ٦/ ٨٥ وابن الأثير ٣/ ١٦٩ والبداية ٧/ ٣٢٧.

(٥) سورة الأنعام ١٦٢، ١٦٣