3 - علي بن أبي طالب
  لما أتى عائشة نعى علي أمير المؤمنين # تمثّلت:
  فألقت عصاها واستقرت بها النوى ... كما قرّ عينا بالأياب المسافر(١)
  ثم قالت: من قتله؟ فقيل: رجل من مراد، فقالت:
  فإن يك نائبا فلقد بغاه ... غلام ليس في فيه التراب
  فقالت لها زينب بنت أم سلمة: ألعلي تقولين هذا؟ فقالت: إذا نسيت فذكروني، قال: ثم تمثلت:
  ما زال إهداء القصائد بيننا ... باسم الصديق وكثرة الألقاب
  حتى تركت كأن قولك فيهم ... في كل مجتمع طنين ذباب(٢)
  قال: وكان الذي جاءها بنعيه سفيان بن أبي أمية بن عبد شمس بن أبي وقاص هذا أو نحوه. حدّثني محمد بن الحسين الأشناني، قال: حدّثنا أحمد بن حازم، قال: حدّثنا عاصم بن عامر، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو(٣) بن مرة، عن أبي البختري، قال: لما أن جاء عائشة قتل علي # سجدت. قال أبو مخنف:
  وقالت أم الهيثم بنت الأسود النخعية ترثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #(٤):
  ألا يا عين ويحك فاسعدينا ... ألا تبكي أمير المؤمنينا
  رزئنا خير من ركب المطايا ... وخيّسها ومن ركب السفينا(٥)
  ومن لبس النعال ومن حذاها ... ومن قرأ المثاني والمئينا(٦)
  وكنا قبل مقتله بخير ... نرى مولى رسول الله فينا
(١) ابن سعد ٣/ ٢٧، وابن الأثير ٣/ ١٧١ والطبري ٦/ ٨٧.
(٢) في الخطية «مجمعة».
(٣) في ط وق «عمير» وما ذكر عن الخطية وخلاصة تذهيب الكمال ٢٤٩ وميزان الاعتدال ٢/ ٣٠١.
(٤) اختلف الرواة في ترتيب هذه الأبيات كما اختلفوا في نسبتها. وقد نسبها المؤلف في كتاب الأغاني ١١/ ١٢٢ لأبي الأسود الدؤلي، وهي منسوبة له أيضا في الطبري ٦/ ٨٧ وابن الأثير ٣/ ١٧١.
(٥) كذا في الخطية والأغاني. وخيسها أي ذللها. وفي ط وق «وحبسها» وفي الطبري وابن الأثير «ورحلها».
(٦) كذا في الأصول والأغاني وفي ابن الأثير «والمبينا».