مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

3 - علي بن أبي طالب

صفحة 55 - الجزء 1

  لما أتى عائشة نعى علي أمير المؤمنين # تمثّلت:

  فألقت عصاها واستقرت بها النوى ... كما قرّ عينا بالأياب المسافر⁣(⁣١)

  ثم قالت: من قتله؟ فقيل: رجل من مراد، فقالت:

  فإن يك نائبا فلقد بغاه ... غلام ليس في فيه التراب

  فقالت لها زينب بنت أم سلمة: ألعلي تقولين هذا؟ فقالت: إذا نسيت فذكروني، قال: ثم تمثلت:

  ما زال إهداء القصائد بيننا ... باسم الصديق وكثرة الألقاب

  حتى تركت كأن قولك فيهم ... في كل مجتمع طنين ذباب⁣(⁣٢)

  قال: وكان الذي جاءها بنعيه سفيان بن أبي أمية بن عبد شمس بن أبي وقاص هذا أو نحوه. حدّثني محمد بن الحسين الأشناني، قال: حدّثنا أحمد بن حازم، قال: حدّثنا عاصم بن عامر، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو⁣(⁣٣) بن مرة، عن أبي البختري، قال: لما أن جاء عائشة قتل علي # سجدت. قال أبو مخنف:

  وقالت أم الهيثم بنت الأسود النخعية ترثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #(⁣٤):

  ألا يا عين ويحك فاسعدينا ... ألا تبكي أمير المؤمنينا

  رزئنا خير من ركب المطايا ... وخيّسها ومن ركب السفينا⁣(⁣٥)

  ومن لبس النعال ومن حذاها ... ومن قرأ المثاني والمئينا⁣(⁣٦)

  وكنا قبل مقتله بخير ... نرى مولى رسول الله فينا


(١) ابن سعد ٣/ ٢٧، وابن الأثير ٣/ ١٧١ والطبري ٦/ ٨٧.

(٢) في الخطية «مجمعة».

(٣) في ط وق «عمير» وما ذكر عن الخطية وخلاصة تذهيب الكمال ٢٤٩ وميزان الاعتدال ٢/ ٣٠١.

(٤) اختلف الرواة في ترتيب هذه الأبيات كما اختلفوا في نسبتها. وقد نسبها المؤلف في كتاب الأغاني ١١/ ١٢٢ لأبي الأسود الدؤلي، وهي منسوبة له أيضا في الطبري ٦/ ٨٧ وابن الأثير ٣/ ١٧١.

(٥) كذا في الخطية والأغاني. وخيسها أي ذللها. وفي ط وق «وحبسها» وفي الطبري وابن الأثير «ورحلها».

(٦) كذا في الأصول والأغاني وفي ابن الأثير «والمبينا».