(8) بداية الوحي
  السماء ثم استقبل الكعبة، ولبث مستقبلها حتى جاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب وركع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدًا فسجدا معه، فرفع فرفع الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس، أمر عظيم! فقال العباس: أمر عظيم، فقلت: ويحك ما هذا؟ فقال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله تعالى بعثه رسولًا، وهذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب، وهذه المرأة خديجة بنت خويلد زوجة محمد، قد تابعاه على دينه أما والله ما على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة(١). فيروى أن أبا طالب قال لعلي #: أي بني، ما هذا الذي أنت عليه؟ قال: آمنت بالله ورسوله وصدقته فيما جاء وصليت معه لله، فقال له: أما إن محمدًا لا
(١) خبر عفيف الكندي: أخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي (١٠٧)، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب (١: ٢٦١) رقم (١٧٣) وفي (١: ٢٧١) رقم (١٨٣) أخرى، و (١٨٤) ثالثة. والحاكم الحُسكاني في شواهد التنزيل (١: ٨٦) رقم (١٢٥) وقال: «رواه جماعة عن ابن خيثم، وجماعة عن يحيى، وله طرق، وفي الباب عن ابن مسعود».
وأخرجه أحمد في مسنده (٣: ٣٠٦) رقم (١٧٨٧). والطبراني في الكبير (١٨: ١٠٠) رقم (١٨١). والنسائي في السنن الكبرى (٧: ٤٠٨) رقم (٨٣٣٧). وفي خصائص أمير المؤمنين (٢٣) رقم (٦). والحاكم في المستدرك (٣: ٢٠١) رقم (٤٨٤٢)، وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وصححه الذهبي. ورواه البيهقي في دلائل النبوة باب من تقدم إسلامه من الصحابة (٢: ٦٢). وأبو يعلى في مسنده (٣: ١١٧) رقم (١٥٤٧)، وقال محققه: «إسناده حسن». والهيثمي في غاية المقصد (٤: ٣) رقم (٣٧٣١). وفي: مجمع الزوائد (٩: ١٠٣) رقم (١٤٦٠٥) وقال: «رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد ثقات».