لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الأول الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(16) إسلام أبي طالب

صفحة 43 - الجزء 1

(١٦) إسلام أبي طالب

  كان أبو طالب يعرف نبوة محمد ÷ من قبل بعثته وكذا عبد المطلب؛ لأخبار تلقوها، من آخرها ما سمعه أبو طالب من بحيرا الراهب عندما سافر إلى الشام؛ لذلك آمن أبو طالب⁣(⁣١) وصدق ونصر الرسول ÷ في مكة نصرًا عزيزًا، وحماه ودافع عنه وحال بينه وبين أذى قريش. وله أشعار وقصائد مشهورة، فمن شعره المشهور عند المخالفين من قصيدة قالها حين حاصرتهم قريش في الشعب:

  أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مَحَمَّدًا ... نَبِيًّا كَمُوسَى خُطَّ في أَوَّلِ الْكُتْبِ⁣(⁣٢)

  ولكن أبا طالب كان شيخ بني هاشم وسيدهم المطاع، بل وسيد قريش وشيخها على الإطلاق؛ فكان لذلك يحافظ على مكانته فيهم، فأخفى إسلامه في أول الأمر ليتمكن من مناصرة النبي ÷ والمدافعة عنه والمحافظة عليه، ولو أنه أعلن إسلامه من أول يوم لتركته


(١) قال المولى مجد الدين # في كتاب التحف: وقد حكى الإجماع [أي: إجماع أهل البيت $] على إيمانه خمسة من أعلام أهل البيت وأوليائهم منهم الإمام الأعظم المنصور بالله عبد الله بن حمزة $» ثم قال: والقاضي جعفر بن عبد السلام والشيخ الحسن والفقيه حميد الشهيد والحاكم صاحب التهذيب.

(٢) سيرة ابن هشام (٢: ٤) وسيرة ابن إسحاق (١٥٧) وحدائق الأنوار لبحرق (١٩٠) وابن كثير في البداية والنهاية (٣: ١٠٨) وياقوت في معجم البلدان (٤: ٣٤٥) والرقة والبكاء لابن قدامة المقدسي (١٠٦). والبيت في ديوانه.