(16) إسلام أبي طالب
(١٦) إسلام أبي طالب
  كان أبو طالب يعرف نبوة محمد ÷ من قبل بعثته وكذا عبد المطلب؛ لأخبار تلقوها، من آخرها ما سمعه أبو طالب من بحيرا الراهب عندما سافر إلى الشام؛ لذلك آمن أبو طالب(١) وصدق ونصر الرسول ÷ في مكة نصرًا عزيزًا، وحماه ودافع عنه وحال بينه وبين أذى قريش. وله أشعار وقصائد مشهورة، فمن شعره المشهور عند المخالفين من قصيدة قالها حين حاصرتهم قريش في الشعب:
  أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مَحَمَّدًا ... نَبِيًّا كَمُوسَى خُطَّ في أَوَّلِ الْكُتْبِ(٢)
  ولكن أبا طالب كان شيخ بني هاشم وسيدهم المطاع، بل وسيد قريش وشيخها على الإطلاق؛ فكان لذلك يحافظ على مكانته فيهم، فأخفى إسلامه في أول الأمر ليتمكن من مناصرة النبي ÷ والمدافعة عنه والمحافظة عليه، ولو أنه أعلن إسلامه من أول يوم لتركته
(١) قال المولى مجد الدين # في كتاب التحف: وقد حكى الإجماع [أي: إجماع أهل البيت $] على إيمانه خمسة من أعلام أهل البيت وأوليائهم منهم الإمام الأعظم المنصور بالله عبد الله بن حمزة $» ثم قال: والقاضي جعفر بن عبد السلام والشيخ الحسن والفقيه حميد الشهيد والحاكم صاحب التهذيب.
(٢) سيرة ابن هشام (٢: ٤) وسيرة ابن إسحاق (١٥٧) وحدائق الأنوار لبحرق (١٩٠) وابن كثير في البداية والنهاية (٣: ١٠٨) وياقوت في معجم البلدان (٤: ٣٤٥) والرقة والبكاء لابن قدامة المقدسي (١٠٦). والبيت في ديوانه.