لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الأول الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(4) خروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام

صفحة 13 - الجزء 1

(٤) خروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام

  لما توفي عبد المطلب قام ابنه أبو طالب وزوجته فاطمة بنت أسد بكفالة رسول الله ÷، واهتمَّا به غاية الاهتمام.

  فلما بلغ رسول الله ÷ اثنتي عشرة سنة عزم عمه أبو طالب على الخروج إلى الشام بتجارة له، ثم أخذه معه وخرج في جماعة من قريش حتى وصلوا إلى أرض بصرى⁣(⁣١) بين مكة والشام نظر إليهم راهب اسمه «بحيرا» من صومعته، وكان قد قرأ الكتب السابقة وعرف بعثة الرسول ÷ وصفته، فرآهم مقبلين من مكة على رؤوسهم سحابة تسير إذا ساروا وتقف إذا وقفوا، فقال: ما هذه السحابة إلا على رأس نبي، وأمر من عنده بإعداد الطعام.

  ونزل القوم عند شجرة عند باب الدير⁣(⁣٢)، والنبي ÷ مع عمه تحت الشجرة وقد مال ظلها عليه ووقفت السحابة على الشجرة، وبحيرا ينظر فقال لهم: يا معشر قريش، أجيبوني إلى الطعام، وكان أبو جهل معهم فقال: ما عهدنا هذا منه. فأجابوه ودخلوا، فنظر بحيرا فإذا السحابة على الشجرة وقال: هل تخلف أحد عن طعامي؟ فقالوا: نعم، غلام يتيم يقال له محمد، فقال: لا بأس على أمتعتكم، فهلموه، فدعوا


(١) مدينة في سوريا تبعد من درعا ٤٠ كم، وتبعد من دمشق ١٤٠ كم.

(٢) الدير: دار الرهبان النصارى، وهي البيعة التي تسمى اليوم كنيسة.