(10) المرحلة الثالثة والرابعة من مراحل الدعوة
(١٠) المرحلة الثالثة والرابعة من مراحل الدعوة
  في المرحلة الثالثة من الدعوة أمره الله تعالى بتعميم الدعوة في قريش، فقال تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ٩٤}[الحجر]، فدعا النبي ÷ قريشًا فقال لهم: «يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أصدقتموني؟» قالوا: نعم، قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا، فأنزل الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١}[المسد].
  وعلى الجملة فقد صدع النبي ÷ بالدعوة في قريش وبالغ فيها بكل جد وإخلاص، وكادت شفقته عليهم من عذاب الله أن تصرعه حين لم يسلموا، ولم يزل يتابعهم ويلاحقهم بالنصيحة حتى رحمه ربه جل وعلا من تعبه وعنائه في متابعتهم فقال تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦}[الكهف].
  ثم جاءت المرحلة الرابعة من الدعوة، وهي تعميم الدعوة فقال تعالى لنبيه ÷: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}[الشورى ٧] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[سبأ ٢٨] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء]؛ لذلك كان النبي ÷ يدعو القبائل في مواسم الحج ويعرض نفسه عليهم.