(9) المرحلة الأولى والثانية من مراحل الدعوة
  أن يجمع له بني عبد المطلب وهم أربعون رجلًا يزيدون رجلًا أو ينقصون رجلًا، فجمعهم علي وذبح لهم شاة، فلما أكلوا وشبعوا وتهيأ النبي ÷ للكلام والدعوة تكلم أبو لهب وقال: سحركم الرجل(١)، فلم يتهيأ للنبي ÷ الكلام.
  فأمر عليًّا أن يجمعهم مرة أخرى، وأن يذبح لهم شاة، فلما شبعوا تكلم النبي ÷ فيهم ودعاهم إلى الإسلام واحتج عليهم بدلائل صدقه ونبوته فلم يجبه أحد إلا علي # فإنه آمن به.
  وقد كان النبي ÷ قال لهم من جملة ما قال: «من يبايعني منكم على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي في أهلي ويكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» قالها ثلاث مرات، فلم يجبه أحد إلا علي #، فقال أبو لهب لأبي طالب: قد أمرك محمد أن تسمع وتطيع لابنك.
= «إلى ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم، "حق" معا في الدلائل»، وفي (١٣: ١٤٩) رقم (٣٦٤٦٥) و (٣٦٤٦٦) وعزاهما إلى ابن مردويه. وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤: ٣٢) رقم (٨٢٦) والمحب الطبري في الذخائر (٣: ١٢٤).
(١) لأنهم شبعوا من طعام قليل ولكن باركه الله تعالى وأشبعهم ببركة رسول الله ÷.