(11) موقف قريش من النبوة والإسلام
(١١) موقف قريش من النبوة والإسلام
  قابلت قريش دعوة النبي ÷ لهم إلى الخروج من الظلمات إلى النور، دعوته إلى النجاة من الخلود في نار جهنم، دعوته لهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وترك عبادة الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع، وقابلت رحمته وشفقته بهم - كما تقدم لكم - قابلتها بالتكذيب والاستهزاء، فمرة يقولون: ساحر، ومرة: شاعر، ومرة يقولون: أساطير الأولين، ومرة يقولون: مجنون، ومرة: كاهن، مع أنهم عارفون لصدقه وأمانته ورجاحة عقله، ومع ذلك جاء لهم بالمعجزات الكثيرة الدالة على أنه نبيء من عند الله تعالى، وحرصوا كل الحرص على إطفاء نور الله واستعملوا شتى الوسائل لذلك، وكانوا يصدون الناس عن رسول الله ÷ وعن دينه، ويحذرون الناس منه، فإذا جاء موسم الحج والعمرة يجعلون على مداخل مكة والحرم وفي طرقها من يحذّر من محمد ÷ ومن قربه ومن الاستماع إلى حديثه؛ لأنه - بزعمهم - يفرق بسحره بين الوالد وولده والأخ وأخيه، وأنه يسحر الناس بكلامه، فيدخل الحجاج والمعتمرون مكة وهم في غاية الحذر والانتباه خوفًا من سحر محمد ÷.
  فلم يجهد أحد من المشركين في عداوة الإسلام ونبي الإسلام مثلما جهدت قريش، ولم يحرص أحد على تكذيبه مثل حرصهم، ولم يسع