(17) عام الحزن
  وعن رسول الله ÷: «أفضل نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ÷»(١).
  توفيت خديجة & وهي في خمس وستين، ونزل الرسول ÷ في قبرها، ودفنت في الحجون(٢).
  ولما توفي أبو طالب سيد قريش وكبيرها حامي رسول الله ÷ والمدافع عنه نالت قريش من رسول الله ما لم تكن تناله في حياة أبي طالب، حتى أن سفيهًا من قريش نثر على رسول الله ÷ ترابًا فدخل بيته فقامت إحدى بناته تغسل التراب عنه وتبكي، فقال رسول الله ÷: «يا بنية، لا تبكي فإن الله مانع أباك» ثم قال: «ما نالت قريش مني شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب».
  وقد حزن رسول الله ÷ على وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد حتى سمى العام الذي توفيا فيه عام الحزن.
(١) أخرجه: أحمد في مسنده (٥: ٧٧) رقم (٢٩٠١) وابن حبان في صحيحه (١٥: ٤٧٠) رقم (٧٠١٠) والحاكم في المستدرك (٢: ٥٣٩) رقم (٣٨٣٦) وفي (٢: ٦٥٠) رقم (٤١٦٠) وفي (٣: ١٧٤) رقم (٤٧٥٤) وصححها الذهبي. والنسائي في الكبرى (٧: ٣٨٨) رقم (٨٢٩٧). وعبد بن حميد في منتخبه (٢٠٥) رقم (٥٩٧)، وأبو يعلى في مسنده (٥: ١١٩) والطبراني في الكبير (١١: ٣٣٦) رقم (١١٩٢٨) وابن عبد البر في الاستيعاب (٤: ١٨٢١).
(٢) الحجون: موضع معروف في مكة شرقي المسجد الحرام، وقبرها فيه مشهور مزور، رضوان الله تعالى عليها.