[الحث على الاجتهاد في طاعة الله]
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بصفات الكمال، فهو العدل في الأقوال والأفعال، المنزه عن صفات النقصان، هو الله الواحد الأحد الديان، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون. صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين الأبرار الطيبين الأخيار. الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
  عباد الله:
  أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته في السر والعلانية، وأوصيكم بالخوف من الله في الغيب والمشهد، أيها الناس تعرضوا لرقة القلوب بكثرة الذكر في الخلوات، واستجلبوا أنوار القلوب بدوام الحزن، وتحصنوا من الشيطان بالخوف الصادق، وإياكم والرجاء الكاذب فإنه يوقع المتمسك به في الخوف الصادق، وتزينوا إلى الله بالصدق في الأقوال والأعمال. وتعرضوا لرحمة الله وعفوه بحسن المراجعة، واستعينوا على حسنها بخالص الدعاء والمناجاة في الظُّلمِ. إستجلبوا زيادات النعم بعظيم الشكر.
  عباد الله:
  إفزعوا إلى قوام دينكم بإقام الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة في حينها ومحلها، وبالتضرع إلى الله والخشوع وبر الوالدين، وصلة الرحم وخوف المعاد، وإعطاء السائل، وإكرام الضعيف، وتعلّم القرآن والعمل به، وصدق الحديث والوفاء بالعهد والوعد وأداء الأمانة، وارغبوا في ثواب الله واخشوا سطوته وعذابه، واتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
  ألا وصلوا على من صلى الله عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ