خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[الحث على التقوى والطاعة]

صفحة 167 - الجزء 1

  الْفَجْرِ ٥}⁣[القدر]، صدق الله العظيم، هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

[الحث على التقوى والطاعة]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق العباد لغير خوف من نازلة، ولا لحاجة إلى فائدة، وإنما خلق العالم بما فيه إظهاراً لقدرته، ودلالة على وحدانيته، وإبانه لقوته وعزه ومجده وربوبيته، خلق ما خلق وجعل ما جعل دلائل تدل عليه، وتهدي من أناب من عبيده إليه، إذ لا تراه عيون الناظرين، ولا تبلغه أوهام المتوهمين، ولا سبيل إلى ما يستدل به عليه جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه - إلا بالنظر إلى آثار صنعه ومصابيح دلائله، فسبحانه من إله حكيم، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الصمد]، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده الذي اصطفاه، ورسوله الذي ارتضاه وائتمنه على وحيه صلى الله عليه وعلى آله الصادقين الأبرار الطيبين الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

  عباد الله: نتواصى بتقوى الله وإيثار طاعته، نتواصى بالحق وإيثاره على الباطل، فالحق طريق الجنة والباطل طريق النار، ألا وإن على كل طريق داعياً يدعوا إليه، فمن أجاب داعي الحق قاده إلى الجنة، ومن أجاب داعي الباطل قاده إلى النار، واعلموا أن الداعي إلى