خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[خطبة في الإيمان]

صفحة 25 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[خطبة في الإيمان]

  

  الحمد لله رب ا لعالمين، جنته في طاعته، وناره في معصيته، ورحمته لمن آمن وعمل صالحاً، ونقمته لمن جحد به واقترف شيئاً من معاصيه، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا ٧٤ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا ٧٥ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ٧٦}⁣[طه: ٧٦]، وأشهد أن لا إله إلا هو العزيز القهار، العظيم الجبار، من حكم بسعادته من عبيده فهو السعيد، ومن حكم بشقاوته فهو الشقي الطريد، وإن جد في نفعه كل العبيد فأحكامه هي النافذة وإرادته هي الماضية، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خيرة الله من خلقه وصفوته من العالمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله شهداء الله على خلقه وحجج الله على عباده:

  أيها المسلمون، رحمكم الله، اتقوا الله واسعوا في مرضاته تنالوا بره وخيراته، واحذروا غضبه ونقمته أيها العبد الفقير العاجز الذليل: أما تعلم أن الله آخذ بناصيتك، وحكمه نافذ فيك، ولا مهرب منه إلا إليه، وهو أقرب إليك من حبل الوريد؟، {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}⁣[الرحمن: ٣٣]، وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}⁣[الأحزاب: ١٧].