[فضل المساجد]
الخطبة الأولى
[فضل المساجد]
  بسم الله الرحن الرحيم
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي عز جلاله فلا تدركه الأبصار، الحمد لله الذي سمى كماله فلا تحيط به الأوهام، الحمد لله الذي شهدت له أفعاله أنه الحكيم العلام، نحمده على ما أولانا من جزيل الإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الكرام.
  أما بعد: عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم وإليه معادكم، وبه نجاح طلبكم، وإليه منتهى رغبتكم، فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم، وإن تقوى الله بصر عمى قلوبكم، فاجعلوا طاعة الله دون شهواتكم، واتقوا الله الذي نفعكم بموعظته، ووعظكم برسالته، وامتن عليكم بنعمته، فكم خصكم بنعمة، وتدارككم برحمة، أعورتم له فستركم، وتعرضتم لأخذه فأمهلكم، ألا واحذورا من الأعمال التي تعملون في السر وتستحيون من فعلها علانية، ومن كل فعل إذا سئلتم عنه اعتذرتم أو أنكرتم فعله، واكظموا الغيظ، واحلموا عند الغضب، وتجنبوا منازل الغفلة والجفا، وأقصروا آراءكم على ما يعنيكم، وأطيعوا الله في أجمل أموركم فإن طاعة الله فاضلة على ما سواها، واغتنموا رحمكم الله أيام أعماركم الفانية، فسيندم أهل القلوب القاسية إذا فاز المتقون وخسر هنالك المبطلون، وأتقنوا صلواتكم فإنها عماد دينكم، واعلموا أنها لا تقبل إلا بطهارة البدن والثوب وتمام الوضوء، فقد كان النبي ÷ إذا توضأ وقد تطهر من النجاسات كان يغسل كفيه ثلاثاً، ثم يتمضمض ويستنشق ثلاثاً، فيغسل وجهه