خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في كيفية التضحية لعيد الأضحى]

صفحة 234 - الجزء 1

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه ونجيبه، أرشد الناس إلى التواصل والتبار في يوم عيدهم، وإلى الإحسان إلى ذوي قرابتهم، وإلى مواساة أولي الفقر والحاجة، صلوات الله ورحمته وبركاته عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  أما بعد عباد الله: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا أن هذا اليوم شعيرة من شعائر الله، فاذكروا الله تعالى وكبروه: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}⁣[الحج: ٣٢].

  فاحمدوا الله أن أمدنا بموائد إحسانه وإنعامه، وأعاد علينا عوائد برِّه وإكرامه، وخصنا بضيافة عيد السرور على تعاقب أيامه، فاشكروا الله في هذا اليوم بصلة الأرحام، والسعي في صلاح ذات البين.

  وتذكروا عباد الله: في يومكم اليتامى والأرامل، الذين غاب عنهم آباؤهم وأزواجهم، تذكروا عندما تشاهدون السرور والفرحة على أولادكم، أن تجلبوا لهم الفرحة والسرور، ولابد أن يكون اليتيم مسؤليتنا في يوم العيد وغيره. مسؤليتنا في كل مكان نستطيع أن نقدم له خدمة من تربية وتعليم وإنفاق.

  إذا كان الله قد أعطاك مالاً فحاول أن تصرف على يتيم أو أرملة أو فقير، فقد قال رسول الله ÷: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة». وأشار بإصبعيه. وقال ÷: «والذي بعثني بالحق لا يعذب يوم القيامة من رحم اليتيم وليَّن في كلامه ورحم يتمه وضعفه. ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله».

  وانظروا إلى المساكين والفقراء بعين الرحمة. وأحسنوا إليهم في هذا اليوم ليعم الفرح والسرور جميع المسلمين، ولهذا سن النبي ÷ أن يتصدق بثلث الأضحية،