رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الهارب من النار

صفحة 113 - الجزء 1

  فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ÷: «أَفَلاَ أُعْلِمُهُ ذَلِكَ» ..؟

  قَالَ: بَلَى.؟

  فَأَعْلَمَهُ النَّبِيُّ ÷ بِذَلِكَ، فَصَاحَ صَيْحَةً فَخَرَّ مَيِّتًا.

  فَأَمَرَ النَّبِيُّ ÷ بِغَسْلِهِ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ.

  فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَلاَة عَلَيْهِ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ.

  فَلَمَّا وَضَعَهُ فِي لَحْدِهِ وَسَوَّى عَلَيْهِ، قَالَ قَائِلٌ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ ..؟

  فَقَالَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا قَدَرْتُ أَنْ أَضَعَ رِجْلِي عَلَى الأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ أَجْنِحَةِ مَنْ نَزَلَ يُشَيِّعُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ» ... انْتَهَى ....

  فَانْظُرْ يَا بُنَيَّ: وَاعْتَبِرْ بِقِصَّةِ هَذَا الشَّابُّ الْمُؤْمِنُ بِاللَّهِ حَقًّا يَبْتَعِدُ عَنِ الْمَعَاصِي كَمَا يَبْتَعِدُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا زَلَّ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ اضْطَرَبَتْ أَعْصَابُهُ، وَجَعَلَ قَلْبُهُ يَخْفِقُ، وَأَصَابَهُ نَدَمٌ عَظِيمٌ.

  وَكُلَّمَا تَذَكَّرَ تِلْكَ الْهَفْوَةِ احْمَرَّ وَجْهُهُ خَجَلاً وَهَاجَتْ عَلَيْهِ أَحْزَانُهُ وَتَذَكَّرَ عِصْيَانَهُ لِسَيِّدِهِ وَمَوْلاَهُ، وَلاَ يَزَالُ مُوجَعَ القَلْبِ، مِنْكَسِرَ