رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الهارب من النار

صفحة 114 - الجزء 1

  الْخَاطِرِ، حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا وَخَرَجَ مَنْهَا، مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ ø ..

  مَعْصِيَةٌ وَاحِدَةٌ تُؤْدِي بِحَيَاتِهِ إِلَى الْمَوْتِ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ مِنَ اللَّهِ وَلَمْ يَقُلْ أَنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ وَلَمْ يَقُلْ أَنَا مِنَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ÷، وَلَمْ يَقُلْ أَيْضاً: قَلْبِي طَاهِرٌ.

  وَلَمْ يَقُلْ نِيَّتِي سَلِيمَةً ..

  فَكَيْفَ بِنَا وَهِيَ مِئَاتُ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، وَنَحْنُ مُتَهَاوِنُونَ بِهَا حَتَّى نَسِينَا اللَّهَ تَعَالَى وَالْيَوْمَ الآخِرَ، وَالأَهْوَالَ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِينَا فَصِرْنَا نَلْهُو وَنَغْفُلُ وَنَشْتَغِلُ بِمَا لاَ يُغْنِينَا.

  فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْيَقَظَةَ مِنْ هَذِهِ الْغَفْلَةِ.

  فيَا بُنَيَّ: لاَ تَتَهَاوَنْ بِالذَّنْبِ لِصِغَرِهِ، وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ، إِنَّكَ عَصَيْتَ رَبًّا عَظِيمًا، يُعَاقِبُ عَلَى الصَّغِيرَةِ، وَالْكَبِيرَةِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}.