رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الهارب من النار

صفحة 115 - الجزء 1

  وَكَمَا رُويَ عَنِ النَّبِيِّ ÷: «إيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ طَالِبًا».

  وَفِي رُوَايَةٍ أُخْرَى: عَنْهُ ÷: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى حَمَلُوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يَأْخُذْ بِهَا صَاحِبِهَا تُهْلِكْهُ» ..

  فَهَنِيئًا هَنِيئًا: لِلِتَّائِبِينَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُرِيدِينَ وَجْهَ اللَّهِ الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ لَيْسَ مِثْلَهُمْ.

  هَنِيئًا: لِمَنْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ تَوْبَتهُ، وَمَحَا عَنْهُ ذُنُوبهُ.

  هَنِيئًا: لِمَنْ جَأَرَ إِلَى اللَّهِ بِأَصْدَقِ الدَّعَوَاتِ.

  هَنِيئًا: لِلِتَّائِبِينَ الْمُعْتَرِفِينَ بِذُنُوبِهِمْ.

  هَنِيئًا: لِلْمُسْتَغْفِرِينَ الْمُنِيبِينَ إِلَى اللَّهِ.

  فَكَمْ مِنْ تَائِبٍ قُبِلَتْ تَوْبَتهُ وَمُستَغَفِرٍ مُحيَتْ حَوْبَتهُ.؟

  كَمْ مِنْ مُسْتَوْجِب لِلنَّارِ أَجَارَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَأَسْعَدَهُ.؟

  خَلِّ الذُّنُوبَ حَقِيرَهَا ... وَكَثِيرَهَا فَهُوَ التُّقَى

  كُنْ مِثْلَ مَاشٍ فَوْقَ ... أَرْضِ الشَّوْكِ يحْذَرُ مَا يَرَى

  لاَ تَحْقِرَنَّ صَغِيرَةً ... إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى