رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قرناء السوء

صفحة 124 - الجزء 1

  مِنْهُ شَيْءٌ أَصَابَكَ مِنْ دُخَّانِهِ». أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ #: فِي أَمَالِيْهِ، وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.

  أَيْ: فَجَلِيسُ الأَخْيَارِ إِمَّا أَنْ يُعْطَى بِمُجَالَسَتِهِمْ مِنَ الْفُيُوضِ الإِلَهِيَّةِ أَنْوَاعَ الْهِبَاتِ، حِيَاءً وَعَطَاءً، وَإِمَّا أَنْ يَكْتَسِبَ مِنَ الْمَجَالِسِ خَيْرًا وَأَدَبًا يَكْتَسِبِهَا عَنْهُ، وَيَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ يَكْتَسِبَ حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمُخَالَلَتِهِ، وَمُخَالَطَتِهِ.

  وَأَمَّا جَلِيسُ السُّوءِ: فَإِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَ دِينِكَ بِشُؤْمِ مَعَاصِيهِ، كَمَا قَال اللَّهُ تَعَالَى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.

  وَإِمَّا أَنْ يُدَنِّسَ صِيتَكَ بِالسُّوءِ، وَالْقُبْحِ، بِمُصَاحَبَتِهِ.

  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷: أَنَّهُ قَالَ: «لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ».

  وَكَامِلُ الإِيمَانِ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ».