قرناء السوء
  وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَنِ النَّبِيِّ ÷: أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَبْلُغُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ».
  وَلأَنَّ الطِّبَاعَ سَرَّاقَةٌ، وَمِنْ ثَمَّةَ قِيلَ: صُحْبَةُ الأَخْيَارِ تُورِثُ الْخَيْرَ وَصُحْبَةُ الأَشْرَارِ تُورِثُ الشَّرَّ، كَالرِّيحِ إذَا مَرَّتْ عَلَى النَّتْنِ حَمَلَتْ نَتِنًا، وَإِذَا مَرَّتْ عَلَى الطَّيِّبِ حَمَلَتْ طَيِّبًا.
  وَقَالَ الشَّاعِرُ:
  وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةِ اللَّئِيمِ فَإِنَّمَا ... شَيْنُ الْكَرِيمِ فُسُولَة الأَصْحَابِ
  وَلَقَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ ثَمَّ خَبَرْتُهُمْ ... وَعَلِمْتُ مَا مِنْهُمْ مِنَ الأَسْبَابِ
  فَإِذَا الْقَرَابَةُ لاَ تُقَرِّبُ قَاطِعًا ... وَإِذَا الدِّيَانَةُ أَقْرَبُ الأَسْبَابِ
  يَا بُنَيَّ: لَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ».
  يَعْنِي: أَنَّ الإِنْسَانَ يَكُونُ فِي الدَّيْنِ، وَكَذَلِكَ فِي الْخُلُقِ عَلَى قَدْرِ مَنْ يُصاحِبُ، فَلْيَنْظُرْ مَنْ يُصَاحِبُ، فَإِنْ صَاحَبَ أَهْلُ الْخَيْرِ صَارَ مِنْهُمْ، وَإِنْ صَاحَبَ الأَشْرَارِ صَارَ مِثْلَهُمْ.