رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قرناء السوء

صفحة 129 - الجزء 1

  وَإِيَّاكَ: وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ.

  وَإِيَّاكَ: وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ». انْتَهَى ..

  وَقَالَ الإِمَامُ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ #:

  «لاَ تُؤَاخِ الْفَاجِرَ: فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ، وَيُحِبُّ لَوْ أَنَّكَ مِثْلُهُ، وَيُزَيِّنُ لَكَ أَسْوَأَ خِصَالِهِ، وَمَدْخَلُهُ عَلَيْكَ وَمَخْرَجُهُ مِنْ عِنْدِكَ شَيْنٌ وَعَارٌ.

  وَلاَ الأَحْمَقَ: فَإِنَّهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ لَكَ وَلاَ يَنْفَعُكَ، وَرُبَّمَا أَرَادَ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ، فَسُكُوتُهُ خَيْرٌ مِنْ نُطْقِهِ، وَبُعْدُهُ خَيْرٌ مِنْ قُرْبِهِ وَمَوْتُهُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِهِ.

  وَلاَ الْكَذَّابَ: فَإِنَّهُ لاَ يَنْفَعُكَ مَعَهُ عَيْشٌ، يَنْقُلُ حَدِيثَكَ، وَيَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَيْكَ، وَإِنْ تَحَدَّثَ بِالصِّدْقِ فَمَا يُصَدَّقُ» ... انْتَهَى ...

  وَعَنِ الأَصْبَغِ بن نُبَاتَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ # يَعِظُ رَجُلاً كَانَ كَثِيرُ الغَزْوِ مَعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا فُلاَنُ مَا الْعَدُوُّ إِلَى عَدُوِّهِ أَسْوَأُ صَنِيعاً مِنَ الأَحْمَقِ إِلَى نَفْسِهِ، احْذَرِ الأَحْمَقَ فَإِنَّ الأَحْمَقَ يَرَى نَفْسَهُ مُحْسِناً وَإِنْ كَانَ مُسِيئاً، وَيَرَى عَجْزَهُ كَيْساً وَشَرَّهُ خَيْراً، إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ، وَإِنِ افْتَقَرَ قَنَطَ، وَإِنْ ضَحِكَ شَهَقَ