رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكلام على حديث السفينة مخرجوه

صفحة 165 - الجزء 1

  وَ (١٢): قَوْلُ الإِمَامِ يَحْيَى بن حَمْزَةَ #:

  وَقَالَ الإِمَامُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ # فِي الانْتِصَارِ:

  الطَّرِيقَةُ الأُولَى مِنْهَا: وُرُودُ الثَّنَاءِ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمِنْ جِهَةِ رَسُولِهِ.

  أَمَّا مِنْ جِهَةِ اللَّهِ تَعَالَى: فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣].

  وَوَجْهُ الاِسْتِدْلاَل بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَى فَضْلِهِمْ هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا كَانَ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِهِ عَلَى الْخَلْقِ وَأَجَلِّهَا، وَأَعْلاَهَا، وَأَكْمَلهَا، هُوَ بَعْثَةُ الرَّسُولِ لِهِدَايَةِ الْخَلْقِ، وَإِرْشَادِهِمْ إِلَى السَّعَادَةِ الأَخْرَوِيَّةِ وَإِزَاحَتِهِمْ عَنِ الْعَمَى، وَهِدَايَتِهِمْ إِلَى طَرِيقِ الْهِدَايَةِ، فَمَا يَكُونُ فِي مُقَابَلَةِ هَذِهِ النِّعْمَةِ يَكُونُ لاَ مَحَالَةَ جَلِيلُ الْقَدْرِ، عَظِيمُ الْمَنْزِلَةِ لِكَوْنِهِ جعل فِي مُقَابَلَتِهِ هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ جَعَلَ فِي مُقَابَلَةِ النِّعْمَةِ بِالرَّسُولِ، وَالْجَزَاءِ عَلَى عِنَايَتِهِ فِي الْخَلْقِ، هُوَ الْمَوَدَّةُ وَالْمَحَبَّةُ لِمَنْ كَانَ قَرِيبًا إِلَيْهِ، وَمَا هَذَا حَالُهُ فَلَيْسَ يَخْفَى مَزِيدُ فَضْلِهِ، وَعُلُوِّ حَالِهِ وَأَمْرِهِ مِنْ جِهَةِ كَوْنِهَا وَارِدَةٌ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ