رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكلام على حديث السفينة مخرجوه

صفحة 166 - الجزء 1

  وَالتَّنْبِيهِ عَلَى مَزِيدِ فَضْلِ الْقَرَابَةِ، وَعُلُوِّ قَدْرِهِمْ، وَاهْتِمَامِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ، حَتَّى قَالَ عَنْهُمْ مَا قَالَهُ.

  وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب: ٣٣].

  فَظَاهِرُ هَذِهِ الآيَةِ دَالٌّ عَلَى إِذْهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ، وَتَطْهِيرُهُمْ مِنْ سَائِرِ الأَدْنَاسِ عَلَى جِهَةِ الْمُبَالَغَةِ، حَيْثُ صَدَّرَ الآيَة بِإِنَّمَا وَهِيَ مَوْضُوعَةٌ لِلتَّحْقِيقِ فِي الْجُمْلَةِ، لأَنَّهَا فِي مَعْنَى النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ، كَأَنَّهُ قَالَ: مَا يُرِيدُ اللَّهُ إِلاَّ إِذْهَاب الرِّجْسِ عَنْكُمْ، وَلأَنَّهُ أَكَّدَ الْفِعْلَ بِالْمَصْدَرِ حَيْثُ قَالَ: «يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا».

  كَأَنَّهُ قَالَ: تَطْهِيْراً لاَ زِيَادَةَ فَوْقَهُ، وَلاَ شَكَّ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِذْهَابِ الرّجْسِ، وَتَطْهِيرُهُ عَنْ مَكْرُوهٍ، فَلاَ مِرْيَةَ فِي اخْتِصَاصِهِ بِالْفَضْلِ عَلَى غَيْرِهِ.

  وَأَهْلُ الْبَيْتِ هُمْ: أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيٌّ، وَفَاطِمَةُ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَأَوْلاَدُهُمَا فِي كُلِّ عَصْرٍ، بِدَلِيلِ خَبَرِ الْكِسَاءِ حَيْثُ خَصَّهُمْ بِهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي».

  فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَاهُ: