رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكلام على حديث السفينة مخرجوه

صفحة 167 - الجزء 1

  فَهَاتَانِ الآيَتَانِ: قَدْ دَلَّتَا عَلَى فَضْلِهِمْ، وَعُلُوِّ مَرْتَبَتِهِمْ، مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي لَخَّصْنَاهُ، وَأَشَرْنَا إِلَيْهِ.

  وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ السُّنَّةِ: فَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ نَذْكُرُهَا:

  أَوَّلُهَا: قَوْلُهُ #: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضَلُّوا مِنْ بَعْدِي أَبَداً كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، إِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ نَبَّأَنِي، أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ».

  ثُمَّ ذَكَرَ عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً.

  ثُمَّ قَالَ: فَهَاتَانِ الآيَتَانِ اللَّتَانِ تَلَوْنَاهُمَا وَالأَخْبَارِ الَّتِي أَوْرَدْنَا، كُلُّهَا دَالَّةٌ عَلَى فَضْلِهِمْ، وَعُلُوِّ دَرَجَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَلَى كَوْنِهِمْ أَحَقُّ بِالْمُتَابَعَةِ لِمَا وَرَدَ مِنَ الثَّنَاءِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمِنْ جِهَةِ رَسُولِهِ عَلَيْهِمْ، وَعَلَى التَّحْذِيرِ عَنْ مُخَالَفَتِهِمْ، وَكَمَا هِيَ دَالَّةٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، فَهِيَ دَالَّةٌ عَلَى كَوْنِ إجْمَاعِهِمْ حُجَّةً فِي الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ.

  وَقَدْ قَرَّرْنَاهُ فِي الْكُتُبِ الأُصُولِيَّةِ.

  فَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا: فَوْجُهُ الاسْتِدْلالُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الآيَاتِ وَالأَخْبَارِ هُوَ وُرُودُ الثَّنَاءِ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمِنْ جِهَةِ رَسُولِهِ عَلَيْهِمْ