الكلام على حديث السفينة مخرجوه
  أُصُوْلَهُ الَّتِي نَشَأَ عَنْهَا، وَفُرُوعَهُ الَّتِي نَشَئُوا عَنْهُ، كَمَا قَالَ: «فَاطِمَةُ بُضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا يَرِيبِهَا».
  وَمَعَ ذَلِكَ فَقَابَلَ بَنُو أُمَيَّةَ عَظِيم هَذِهِ الْحُقُوقَ بِالْمُخَالَفَةِ وَالْعُقُوقِ فَسَفَكُوا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ دِمَاءَهُمْ، وَسَبَوْا نِسَاءَهُمْ، وَأَسَرُوا صِغَارَهُمْ، وَخَرَّبُوا دِيَارَهُمْ، وَجَحَدُوا شَرَفَهُمُ، وَفَضْلَهُمْ، وَاسْتبَاحُوا سَبَّهُمْ، ولَعْنَهُمْ، فَخَالَفُوا رَسُولَ اللَّهِ ÷ فِي وَصِيَّتِهِ، وَقَابَلُوهُ بِنَقِيضِ مَقْصُودِهِ وَأُمْنِيَتِهِ.
  فَوَا خَجَلهمْ إِذَا وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ.
  وَيَا فَضِيحَتَهُمْ يَوْمَ يُعْرَضُونَ عَلَيْهِ ... انْتَهَى كَلاَمُ القُرْطُبِيُّ ...
  قَوْلُ ابْن تَيْمِيَّةَ:
  وَقَالَ بْنُ تَيْمِيَّةَ:
  مَحَبَّتُهُمْ عِنْدَنَا فَرْضٌ وَاجِبٌ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عِنْدَنَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ بِغَدِيرِ يُدْعَى خُمًّا، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ».
  فَذَكَرَ كِتَابَ اللَّهِ وَحَضَّ عَلَيْهِ.