رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكلام على حديث السفينة مخرجوه

صفحة 190 - الجزء 1

  وَفِي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ «كَأَنِّي قَدْ دُعِيتُ فَأَجَبْتُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: آكَدُ مِنَ الآخَرِ كِتَابَ اللَّهِ ø وَعِتْرَتِي»، أَيْ: بِالْمُثَنَّاةِ، «فَانْظُرُوا كَيْفَ تُخْلِفُونِي فِيهِمَا فَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ حَوْضِي»، وَفِي رِوَايَةٍ «وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ سَأَلْتُ رَبِّي ذَلِكَ لَهُمَا فَلاَ تَقْدُمُوهُمَا، فَتَهْلِكُوا وَلاَ تَقْصِرُوا عَنْهُمَا فَتَهْلِكُوا، وَلاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ».

  وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ، عَنْ بِضْعٍ وَعِشْرِينَ صَحَابِيًّا لاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى بَسْطِهَا.

  وَفِي رِوَايَةٍ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ: «اخْلُفُونِي فِي أَهْلِي»

  وَسَمَّاهُمَا ثَقَلَيْنِ إِعْظَامًا لِقَدْرِهِمَا إذ يُقَالُ لِكُلِّ خَطِيرٍ شَرِيف ثِقْلاً أو لأَنَّ الْعَمَلَ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ مِنْ حُقُوقِهِمَا ثَقِيلٌ جِدًّا ..

  وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ٥} (الْمُزّمّلَ ٥).

  أَيْ: لَهُ وَزْنٌ وَقَدْرٌ لأَنَّهُ لاَ يُؤَدَّى إِلاَّ بِتَكْلِيفٍ مَا يَثْقُلُ.

  وَسُمِّيَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ ثَقَلَيْنِ لاِخْتِصَاصِهِمَا بِكَوْنِهِمَا قُطَّانُ الأَرْضِ وَبِكَوْنِهِمَا فُضِّلاَ بِالتَّمْيِيزِ عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانِ.

  وَفِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ سِيَّمَا قَوْلُهُ: «انْظُرُوا كَيْفَ تُخْلِفُونِي فِيهِمَا.

  «وَأُوصَيْكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْراً».