رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكلام على حديث السفينة مخرجوه

صفحة 191 - الجزء 1

  «وَأُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي».

  الْحَثُّ الأَكِيدُ عَلَى مَوَدَّتِهِمْ، وَمَزِيدِ الإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، وَاحْتِرَامِهِمْ وَإِكْرَامِهِمْ وَتَأْدِيَةِ حُقُوقِهِمْ، الْوَاجِبَةِ وَالْمَنْدُوبَةِ.

  كَيْفَ وَهُمْ أَشْرَفُ بَيْتٍ وُجِدَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَخْرًا وَحَسَبًا وَنَسَبًا.

  وَلاَ سِيَّمَا إِذَا كَانُوا مُتَّبِعِينَ لِلسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، كَمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُهُمْ كَالْعَبَّاسِ وَبَنِيهِ، وَعَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَعُقَيْلٍ وَبَنِيهِ، وَبَنِي جَعْفَرٍ.

  وَفِي قَوْلِهِ: «لاَ تَقْدُمُوهُمَا، فَتَهْلِكُوا، وَلاَ تَقْصِرُوا عَنْهُمَا فَتَهْلِكُوا وَلاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ» دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ تَأَهَّل مِنْهُمْ لِلْمَرَاتِبِ الْعَلِيَّةِ، وَالْوَظَائِفِ الدِّينيَّةِ، كَانَ مُقَدَّمًا عَلَى غَيْرِهِ.

  وَيَدُلُّ لَهُ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ فِي كُلِّ قُرَيْشٍ كَمَا مَرَّ فِي الأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِيهِمْ.

  وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا لِجُمْلَةِ قُرَيْشٍ فَأَهْلُ الْبَيْتِ النَّبَوِيِّ الَّذِينَ هُمْ غُرَّةُ فَضْلِهِمْ، وَمَحْتِدُ فَخْرِهِمْ، وَالسَّبَبُ فِي تميزهم عَلَى غَيْرِهِمْ بِذَلِكَ أَحْرَى وَأَحَقّ وَأَوْلَى. انْتَهَى ... مِنَ الصَّوَاعِقِ الْمُحْرِقَةِ.