رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الحسد:

صفحة 203 - الجزء 1

  بِالسُّوءِ، أَوْ مَنْ هُوَ مِثْلَهُ فِي الْحَسَدِ، فَقَاتَلَ اللَّهُ الْحَسُودَ لاَ يَفْعَلُ الْخَيْر وَلاَ يُحِبُّهُ لإِخْوَانِهِ الْمُسْلِمِينَ، غَايَةَ أُمْنِيَّتَهُ زَوَال نِعْمَةَ اللَّهِ عَنْ عِبَادِهِ إِنَّهُ سَالِكَ طَرِيق إِبْلِيْسَ لَعَنَهُ اللَّهُ.

  فَمَا أَوقَعَ الشَّيْطَانُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلاَّ حَسَدُهُ لأَِبِينَا آدَمَ #: وَامْتِنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ بَعْدَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ.

  وَمَا حَمَلَ قَابِيلَ عَلَى قَتْلِ أَخِيهِ هَابِيلَ إِلاَّ حَسَدُهُ لأَخِيهِ حَيْثُ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ قُرْبَانهُ الَّذِي أَرَادَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ.

  وَمَا حَمَلَ إِخْوَة يُوسُفَ عَلَى مَا فَعَلُوا بِيوسُفَ إِلاَّ الْحَسَدُ: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٨}.

  وَمَا مَنَعَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُتْرَفِينَ مِنِ اتِّبَاعِ الرُّسُلِ إِلاَّ الْحَسَدُ وَالْكِبْرُ.

  وَمَا حَمَلَ أَهْلَ الكِتَابِ عَلَى كَرَاهَةِ الدِّينِ الإِسْلاَمِيِّ وَصَرْفِ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَالإِيمَانِ بِسَيِّدِ الرُّسُلِ وَخَاتَمهمْ إِلاَّ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}، الآية.