الحسد:
  وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «الْغِلُّ وَالْحَسَدُ يَأْكُلاَنِ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ».
  فَالْحَاسِدُ قَدْ جَمَعَ خُسْرَانُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
  وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ صَدِيقٌ لِلْمَحْسُودِ، عَدُوٌّ لِنَفْسِهِ.
  لأَنَّهُ يُضِيفُ حَسَنَاتِهِ إِلَى حَسَنَاتِ الْمَحْسُودِ، وَيَتَحَمَّلُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحَاسِدِ حَسَنَاتٌ.
  فَأَيُّ: خَسَارَةٍ أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ الْخَسَارَةِ ..؟
  أَيُّ: خَسَارَةٍ أَعْظَمَ مِنْ خَسَارَةِ الْحَسَنَاتِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ..؟
  مَعَ أَنَّ الْحَاسِدَ، لاَ يَضُرُّ إِلاَّ نَفْسَهُ وَلاَ يَضُرُّ الْمَحْسُود.
  بَلْ رُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لانْتِشَارِ فَضَائِلِ الْمَحْسُودِ، وَعُلُوِّ مَنْزِلَتِهِ.
  وَإِلَيْكَ يَا بُنَيَّ: هَذِهِ الْقِصَّةِ الْعَظِيمَةُ النَّفْعِ لِمَنْ فَتَحَ اللَّهُ عَيْنَ بَصِيرَتِهِ، وَلَمْ يُعْمِهِ الْهَوَى ..
  فَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ كَثِيرَةٌ، لِكُلِّ مُسْلِمٍ حَرِيصٌ عَلَى دِينِهِ.
  رُوِيَ أَنَّ بَعْضَ الصُّلَحَاءِ: كَانَ يَجْلِسُ بِجَانِبِ مَلِكٍ يَنْصَحُهُ وَيَقُولُ لَهُ: