رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الحسد:

صفحة 207 - الجزء 1

  «أَحْسِنْ إلَى الْمُحْسِنِ بِإِحْسَانِهِ فَإِنَّ الْمُسِيءَ سَتَكْفِيهِ إسَاءَتُهُ».

  فَحَسَدَهُ عَلَى قُرْبِهِ مِنَ الْمَلِكِ بَعْضُ الْجَهَلَةِ، وَأَعْمَلَ الْحِيلَةَ عَلَى قَتْلِهِ.

  فَسَعَى بِهِ لِلْمَلِكِ، وَكُلُّنَا يَعْرِفُ أَنَّ الْمُلُوكَ تَغْضَبُ غَضَبَ الصَّبيّ وَتَبْطِشُ بَطْشَ الأَسَد.

  فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّ فُلاَناً هَذَا الَّذِي يَقُومُ بِحِذَائِكَ، وَيَقُولُ مَا يَقُول، يَزْعُمُ أَنَّكَ أَبْخَر.

  فَقَالَ الْمَلِكُ: وَكَيْفَ يَصِحُّ ذَلِكَ عِنْدِي ..؟

  قَال: تَدْعُوهُ إِلَيْكَ وَتُدْنِيه، فَإِنَّهُ إِذَا دَنَا مِنْكَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَنْفِهِ.

  فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: انْصَرِفْ حَتَّى أَنْظُرَ في أَمْرِهِ.

  فَخَرَجَ هَذَا الرَّجُلُ الْحَاسِدُ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ فَدَعَا ذَلِكَ الرَّجُلَ الطَّيِّبَ إلَى مَنْزِلِهِ وَأَطْعَمَهُ ثُومًا.

  فَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِهِ وَجَاءَ لِلْمَلِكِ.

  وَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ السَّابِقِ: أَحْسِنْ لِلْمُحْسِنِ كَعَادَتِهِ.

  فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أُدْنُ مِنِّي يَا فُلاَن.

  فَدَنَا مِنْهُ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَنْفِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَشُمَّ الْمَلِكُ مِنْهُ رَائِحَةَ الثُّومِ.