رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الحسد:

صفحة 208 - الجزء 1

  فَقَالَ الْمَلِكُ فِي نَفْسِهِ: مَا أَرَى فُلاَناً إِلاَّ قَدْ صَدَقَ.

  وَكَانَ الْمَلِكُ لاَ يَكْتُبُ بِخَطِّهِ إِلاَّ بِجَائِزَةٍ أَوْ صِلَةٍ.

  فَكَتَبَ لَهُ بِخَطِّهِ لِبَعْضِ عُمَّالِهِ: إذَا أَتَاك صَاحِبُ كِتَابِي هَذَا فَاذْبَحْهُ وَاسْلُخْهُ وَاحْشُ جِلْدَهُ تِبْنًا وَابْعَثْ بِهِ إلَيَّ.

  فَأَخَذَ الْكِتَابَ وَخَرَجَ فَلَقِيَهُ ذَلِكَ الْحَاسِدُ الَّذِي سَعَى بِهِ.

  فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الْكِتَابُ.؟

  فَقَالَ الرَّجُلُ الطَّيِّب: خَطَّ الْمَلِكُ لِي بِصِلَةٍ.

  فَقَالَ: هَبْهُ لِي.

  فَقَالَ: هُوَ لَك.

  فَأَخَذَهُ وَمَضَى إِلَى الْعَامِلِ.

  فَقَالَ الْعَامِلُ: فِي كِتَابِك أَنْ أَذْبَحَك وَأَسْلُخَك.

  فَقَالَ: إنَّ الْكِتَابَ لَيْسَ هُوَ لِي، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي أَمْرِي حَتَّى أُرَاجِعَ الْمَلِكَ.

  قَالَ: لَيْسَ لِكِتَابِ الْمَلِكِ مُرَاجَعَةٌ.

  فَذَبَحَهُ وَسَلَخَهُ وَحَشَا جِلْدَهُ تِبْنًا وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ.

  فَلَمَّا رَآهُ الْمَلِكُ، تَعَجَّبَ غَايَةَ العَجَب.

  وَبَعَثَ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ الطَّيِّبِ وَسَأَلَه: مَا فَعَلَ الْكِتَابُ ..؟