الحسد:
  فَقَالَ الْمَلِكُ فِي نَفْسِهِ: مَا أَرَى فُلاَناً إِلاَّ قَدْ صَدَقَ.
  وَكَانَ الْمَلِكُ لاَ يَكْتُبُ بِخَطِّهِ إِلاَّ بِجَائِزَةٍ أَوْ صِلَةٍ.
  فَكَتَبَ لَهُ بِخَطِّهِ لِبَعْضِ عُمَّالِهِ: إذَا أَتَاك صَاحِبُ كِتَابِي هَذَا فَاذْبَحْهُ وَاسْلُخْهُ وَاحْشُ جِلْدَهُ تِبْنًا وَابْعَثْ بِهِ إلَيَّ.
  فَأَخَذَ الْكِتَابَ وَخَرَجَ فَلَقِيَهُ ذَلِكَ الْحَاسِدُ الَّذِي سَعَى بِهِ.
  فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الْكِتَابُ.؟
  فَقَالَ الرَّجُلُ الطَّيِّب: خَطَّ الْمَلِكُ لِي بِصِلَةٍ.
  فَقَالَ: هَبْهُ لِي.
  فَقَالَ: هُوَ لَك.
  فَأَخَذَهُ وَمَضَى إِلَى الْعَامِلِ.
  فَقَالَ الْعَامِلُ: فِي كِتَابِك أَنْ أَذْبَحَك وَأَسْلُخَك.
  فَقَالَ: إنَّ الْكِتَابَ لَيْسَ هُوَ لِي، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي أَمْرِي حَتَّى أُرَاجِعَ الْمَلِكَ.
  قَالَ: لَيْسَ لِكِتَابِ الْمَلِكِ مُرَاجَعَةٌ.
  فَذَبَحَهُ وَسَلَخَهُ وَحَشَا جِلْدَهُ تِبْنًا وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ.
  فَلَمَّا رَآهُ الْمَلِكُ، تَعَجَّبَ غَايَةَ العَجَب.
  وَبَعَثَ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ الطَّيِّبِ وَسَأَلَه: مَا فَعَلَ الْكِتَابُ ..؟