رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 20 - الجزء 1

  قَالَ: «لاَ: وَلاَ بِزَفْرَةٍ وَاحِدَةٍ».

  وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ: عَنْ بُرَيْدَةَ «أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ÷، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَمَلْتُ أُمِّي عَلَى عُنُقِي فَرْسَخَيْنِ فِي رَمْضَاءَ شَدِيدَةٍ، لَوْ أُلْقِيَتْ فِيهَا بُضْعَةٌ مِنْ لَحْمٍ لَنَضِجَتْ، فَهَلْ أَدَّيْتُ شُكْرَهَا.؟

  فَقَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ بِطَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ».

  الطَّلْقُ: وَجَعُ الْوِلاَدَةِ، أَيْ: بِوَجَعٍ وَاحِدٍ مِنْ أَوْجَاعِ الْوِلاَدَةِ.

  فَحَقُّهَمَا عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ: عَظِيمٌ، وَفَضْلُهَمَا عَلَيْكَ عَمِيمٌ، إِذْ جَمِيلُهَمَا يَرْبُو عَلَى كُلِّ جَمِيلٍ، وَإِحْسَانُهَمَا يَفْضُلُ كُلَّ إِحْسَانٍ.

  أَلَمْ تَعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ.

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ الإِنْسَانُ أَنْ يَأْتِيَ عَمَلاً لَهُ مِنْهُ بُدٌّ وَيَكْرَهُهُ وَالِدَاهُ، فَلاَ يَحِل لَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ إِلاَّ بَعْدَ اسْتِئْذَانِهِمَا فِيهِ.

  بِرًّا بِهِمَا، وَمُرَاعَاةً لِحَقِّهِمَا.