الغيبة:
  فَهَذَا الْمِسْكِينُ لاَ يَدْرِي أَنَّهُ قَدْ يَتْعَبُ عَلَى تَحْصِيلِ الْحَسَنَاتِ، ثُمَّ يُفَرِّقُهَا عَلَى مَنِ اغْتَابَهُمْ بَدَلاً عَمَّا اسْتَبَاحَهُ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ.
  ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يَأْتِي مُفْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذِهِ هِيَ الْخَسَارَةُ، هَذَا الَّذِي خَسِرَ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَذِهِ هِيَ الْخَسَارَةُ الْحَقِيقِيَّةَ، لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُهُ، وَخَسِرْتَ تِجَارَتهُ، وَطَالَتُ نَدَامَتُهُ، فَيَا لَهَا مِنْ خُسَارَةٍ لاَ تُشْبِهُهَا خَسَارَةً، وَهَذِهِ مُصِيبَةٌ مِنْ أَكْبَرِ الْمَصَائِبِ، فَمَا أَشَدَّهَا مِنْ مُصِيبَةٍ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، وَحَبِطَ عَمَلُهُ وَكَانَ مِنَ الْمُفْلِسِيْنَ.
  فَيَا حَسْرَةَ الْمُغْتَابِ، وَيَا خَيْبَةَ آمَالِهِ، ويَا حَسْرَةَ قَلْبِهِ.
  فَأَيُّ حَسْرَةٍ أَشَدُّ عَلَى الإِنسَانِ أَنْ يُضَيِّعَ أَجْرَ صَلاَتِهِ، وَصِيَامِهِ وَقِيَامِهِ، وَزَكَاتِهِ، وَحَجِّهِ، وَصَدَقَتِهِ، وَنَفَقَتِهِ، وَسَائِرِ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ وَيُبْطِلَ حَسَنَاتَهُ.
  رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسِ».؟
  قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ.
  فَقَالَ ÷: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي وقَدْ شَتَمَ هَذَا، وقَذَفَ